الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في بلادنا صار فاقدا لعمقه الحضاري ومغزاه الديني والتربوي، لأنه صار أبعد ما يمكن عن مناسبة ميلاد أشرف خلق الله رسول الحق للبشرية جمعاء. فالجزائريون أدمنوا الاحتفال على أجواء المتفجرات والمفرقعات، محدثين كعادتهم هلعا كبيرا في أوساط المواطنين الآمنين، مخلفين وراءهم ضحايا جروح وعاهات مستديمة في بعض الأحيان، ناهيك عما تستهلكه هذه المفرقعات من ميزانية الأسر الجزائرية التي تضطر لمواكبة الحدث تلبية ورضوخا لمطالب الأبناء. تؤكد مصادرنا أن قيمة المفرقعات المتداولة في السوق تفوق 10 ملايير سنتيم عبر مختلف ولايات الوطن، كما تجاوزت قيمة المفرقعات والألعاب النارية التي قامت مصالح الدرك الوطني بحجزها منذ بداية العام الجاري أكثر من 25 مليار سنتيم. وفي هذا الشأن أوضح مسؤول سامٍ في قيادة الدرك الوطني، أنه لا يمكن تحديد القيمة المالية للمواد المحجوزة، على خلفية أنها مواد محظورة وممنوعة، مؤكدا أن القيمة المالية تتجاوز ذلك بكثير، على اعتبار أنه تم حساب العلبة الواحدة من كمية المفرقعات المحجوزة ب 100 دينار، وتعادل قيمة المفرقعات العادية وليس الألعاب النارية التي تتجاوز قيمة الوحدة الواحدة منها 550 ألف سنتيم، وتعرف تداولا في السوق السوداء مقابل إقبال كبير خاصة على ''القادوس'' و''الشيطانة'' وصواريخ ''غزة''. وقدرت مصادر على صلة بالملف، بأن القيمة الإجمالية تتراوح ما بين بأكثر من 43 مليار سنتيم خلال شهرين فقط، ستصل ربما الى 50 مليار سنتيم الى غاية ليلة المولد المصطفى. حافلات نقل المسافرين لتهريبها.. حجز أزيد من236 مليون وحدة من المفرقعات على المستوى الوطني وأفاد تقرير بيان أعدته خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، تحصلت ''الحوار على نسخة منه'' بأن مصالح الدرك تمكنت خلال الفترة الممتدة من ديسمبر الماضي إلى نهاية شهر جانفي من السنة الجارية، من حجز أزيد من 236 مليون وحدة من المفرقعات. وإلى غاية كتابة هاته الأسطر، فإن معدل المحجوزات تجاوز 4 ملايين وحدة على المستوى الوطني، منها مفرقعات من الحجم الكبير ذات الانفجار المزدوج وشديدة المفعول، وأخرى كهربائية. واستنادا إلى التقرير فقد تم حجز هذه الكميات من طرف سرايا أمن الطرقات، والفرق الإقليمية وفصائل الأبحاث في الحواجز الأمنية ونقاط المراقبة خاصة على مستوى ولايات الشرق، وسجلت أكبر المحجوزات بولايات ميلة، المسيلة، سطيف، أم البواقي، خنشلة، سكيكدة، إضافة إلى حجز كميات هامة بولايتي عين تموشنت وتلمسان غرب البلاد، إضافة إلى ولاية عين الدفلى. في مقابل هذه الكميات التي ضبطت، ابتكر المهربون طرقا جديدة لإدخال المفرقعات إلى أرض الوطن، للإفلات من المراقبة عند نقاط الحواجز الأمنية، حيث تمت الاستعانة بحافلات المسافرين لنقل السلعة، حيث تركز نشاط المهربين على الحدود الشرقية للوطن خصوصا، وقد باشرت مصالح الدرك تحقيقا في دخول آلاف المفرقعات، حسب مصدر أمني، بعد توقيف 21 شخصا في كل من ولايات ميلة، سطيف والطارف وتبسة، وحجزت أكبر كمية من المفرقعات بولاية ميلة التي سجلت 85478 مفرقعة، تليها ولاية سطيف ب 27772 وذلك ابتداء من 18 ديسمبر 2010 إلى الشهر الجاري، أغلبها حجزت بحافلات نقل المسافرين أو سيارات نفعية، ففي أول عملية أوقف درك شلغوم العيد شخصا كان على متن الحافلة وحجزت 26574 مفرقعة، فيما فتح تحقيق حول مصدرها وطريقة دخولها. كما أوقفت المصالح ذاتها شخصين على متن حافلة لنقل المسافرين، كانا بصدد إدخال 13700 مفرقعة في 6 فيفري الجاري، في حين تم اكتشاف 8440 مفرقعة على متن حافلة لنقل المسافرين أيضا في نقطة تفتيش بسيدي مروان بميلة، وفي عملية مماثلة عثر على 10620 مفرقعة على متن حافلة لنقل المسافرين بحاجز أمني بالعلمة بسطيف. وبالناحية الغربية للبلاد عند تفتيش حافلات نقل المسافرين التي تضمن الخطوط البعيدة للإفلات من الرقابة الأمنية على سيارات الأجرة والسيارات النفعية، حيث كانت الفرقة الإقليمية ''لزناتة'' التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية تلمسان، قد حجزت 18000 وحدة مفرقعات قبل أشهر قليلة كانت مهربة على متن سيارة ''آتوس''، وتوصلت التحقيقات إلى أن المهرب قام بكراء السيارة من وكالة كراء السيارات بتلمسان. وفي نفس اليوم تم حجز 4900 وحدة من طرف فرقة الدرك ب''شتوان'' كانت مهربة على متن دراجة نارية، ما يكشف عن تبني مهربي المفرقعات نفس الإستراتيجية التي يتبعها مهربو المخدرات والمتفجرات، في حال حجز السيارة لعدم تحديد هوية صاحبها في حال فراره. من الصين، دبي وفرنسا إلى الجزائر عبر الموانئ وبتصريحات مزورة.. بارونات التهريب يستغلون الشباب البطال لتمرير سلعهم وعن كيفية دخول هاته المواد المحظورة والممنوعة الى الجزائر، والتي تندرج ضمن باب ظاهرة التهريب، تشير مصادرنا الى أن اغلب هاته العمليات، يستعمل أصحابها تصريحات جمركية وتصريحات شحن مزورة، إضافة إلى سجلات تجارية بأسماء وهمية، وفي حقيقة الأمر سبق وان كشف المدير الجهوي للمصالح الخارجية للجمارك للدار البيضاء، في تصريحاته عن هذه العمليات، أنها بدأت في الظهور منذ سنة 2006 أين تم حجز المئات من حاويات المفرقعات وإتلاف جميعها. وتؤكد مصادرنا انه يتم استيراد المفرقعات والألعاب النارية من الصين، ليتم تهريبها في الحاويات عبر ميناء دبي بالإمارات العربية لتكون الوجهة الثالثة الى مرسيليا لتصل الى الجزائر بحرا، لتتسرب هذه الكميات عبر الموانئ الأربعة بالجزائر مرورا بميناء جيجل، عنابة، العاصمة ووهران، ليكون التمركز بكثرة بكل من ولاية سطيف وبرج بوعريريج، لتدر أرباحا طائلة على مستوردي هذه المفرقعات والألعاب النارية، حيث حجزت مصالح الجمارك في عملية واحدة 40 طنا من المفرقعات، كانت مخبأة داخل حاويتين نهاية شهر فيفري من السنة الماضية، تعادل قيمتها 2 مليار سنتيم كانت موضوعة بإحكام خلف أجهزة الاستحمام صينية الصنع والقادمة من ميناء ''دبي''، حيث تم حجز أكثر من 4 آلاف علبة من الألعاب النارية من مختلف الأصناف. وفي إطار محاربة التهريب والتجارة غير الشرعية، توصلت تحقيقات مصالح الدرك الوطني في قضايا تهريب المخدرات، إلى أن بارونات تهريب المفرقعات والألعاب النارية، يجندون شبابا بطالين لنقل السلعة المهربة على متن الحافلات مقابل مبالغ مغرية، حيث تصل قيمة تكلفة الرحلة الواحدة إلى 20 ألف دينار. وأفادنا مصدر مسؤول في قيادة الدرك الوطني، أن هيئتهم قد شددت كل وحداتها على تكثيف التفتيش في نقاط المراقبة، وقامت بعمليات استباقية قبل أشهر قبل حلول مناسبة المولد النبوي الشريف، للحد من هذه الظاهرة بعد لجوء المهربين إلى النشاط وإغراق السوق بهذه المواد المحظورة. وأوضح مصدرنا أن هذه المواد محظورة وممنوعة، يتم حجزها وإحالة الموقوفين على العدالة بتهمة التهريب، ويندرج هذا العمل في إطار مكافحة التهريب بأشكاله وحماية الاقتصاد الوطني. توقيف 8 أفراد مختصين في تهريب الألعاب النارية والمفرقعات بولايات الشرق ومن جانب آخر أفاد البيان أن عناصر الدرك الوطني نجحت بإطاحة 8 أفراد مختصين في تهريب الألعاب النارية والمفرقعات، متلبسين بحيازة أزيد من 137 ألف مفرقعة، كانت موجهة للترويج بأسواق الولاياتالشرقية تحسبا للمولد النبوي الشريف نهاية الأسبوع المنصرم، حيث تمكنت عناصر سرية أمن الطرقات للدرك الوطني بالطارف، أثناء تأديتها لمهام شرطة الطرقات من الإطاحة بأربعة أفراد إثر عمليتين نوعيتين، الأولى تمكنت خلالها من الإطاحة بأحد أفراد شبكة تمتهن تهريب المفرقعات تنشط على مستوى ولاية الطارف، على متن سيارة سياحية بحوزته كمية معتبرة من الألعاب النارية قدرتها ذات العناصر بأزيد من 60 ألف مفرقعة مختلفة الأشكال والأحجام. هذا وباشرت فرقة الدرك الوطني بالشط تحقيقات مدققة لكشف خيوط القضية، والتوصل إلى تحديد هوية باقي أفراد الشبكة، علما أن المعلومات الأولية التي وردتها فور إلقاء القبض على المتورط الرئيسي، تشير إلى أن مصدر الكمية المحجوزة هو التهريب، في حين نجحت خلال العملية الثانية في توقيف ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة محملة بأزيد من 34 ألف مفرقعة كانت موجهة للترويج بالأسواق المحلية، تحضيرا للاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، ما استدعى تسليم الموقوفين إلى فرقة درك ''الشط''، لإجراء تحريات مدققة في القضية بغية تحديد مصدرها، والتوصل إلى باقي عناصر الشبكة. من جهتها حجزت عناصر فصيلة الأمن والتدخل للمجموعة الولائية للدرك الوطني بميلة، أثناء دورية عادية. 32 ألف مفرقعة بعد أن ألقت القبض على صاحبها الذي اتخذت في حقه الإجراءات الأمنية والقانونية اللازمة، وبولاية سطيف ألقت عناصر فرقة الدرك الوطني ب''العلمة''، أثناء تأديتها لمهام شرطة الطريق القبض على 3 أشخاص كانوا على متن حافلة متلبسين بحيازة 10620 مفرقعة، ما تطلب مباشرة التحقيقات من قبل ذات الفرقة. وفي انتظار ما ستفضي إليه عمليات البحث والتحري التي كانت قد باشرتها الجهات المعنية فور توقيف المتهمين الثمانية، يمكن الإشارة إلى أن مافيا تهريب الألعاب النارية تستعد هذه الأيام لإغراق مختلف الأسواق المحلية، تحسبا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يكثر فيه الطلب على هذا النوع من المفرقعات بغرض التسلية، إلا أنها في بعض الأحيان تكون خطرا بسبب الاستعمال غير العقلاني لها.