لجأت التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، في آخر بياناتها، إلى الطلبة وحثتهم على المشاركة بقوة في مسيرة السبت القادم، كما حثت الجميع على التعبئة قصد رفع عدد المشاركين فيها عكس ما حصل في مسيرة السبت الماضي، ودعت البطالين أيضا إلى تلبية الدعوة والمشاركة، خاصة وأن المسيرة الماضية لم تشهد مشاركة الطلاب، باستثناء بعض المحسوبين على التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. ومن أجل معرفة مدى تفاعل الطلبة مع الحدث وإقبالهم على المشاركة في المسيرة أو مقاطعتها، تنقلت “الفجر” إلى الجامعة المركزية ورصدت آراء الطلبة في الموضوع، والتي لم تخرج أغلبها عن مقاطعة المسيرة وعدم المشاركة فيها. 80 بالمائة من الطلبة يقاطعون يقول الطالب “سعيد. ب”، من كلية الإعلام، الذي وجدناه عند مدخل الجامعة المركزية، إنه لن يشارك في المسيرة لاختلافه في طريقة الطرح الذي جاءت به التنسيقية، والتي لا يعرف منها سوى رئيس الأرسيدي، سعيد سعدي، وأضاف “أظن مثل كل الشعب الجزائري، حوالي 80 بالمائة من الطلبة ضد المسيرة”، وأرجع أسباب رفضه وزملائه المشاركة في المسيرة قائلا “ الأسباب كلها تعود إلى مخاوفنا من العشرية التي عاشتها البلاد، الكل متخوف من هذه الطريقة التي يدعون بها إلى التغيير”، وكل هذا لم يمنعه من الإفصاح أنه وأصدقاؤه مع التغيير، لكن ليس بهذه الطريقة. أما الطالب “بلال. ز”، من جامعة القبة، فقال إن أغلب الطلبة يقاطعون هذه المسيرات ولن يشاركوا فيها، وأضاف أن “هذه المعارضة لا تخدم إلا مصالحها، ومنظمو المسيرة يريدون مصالحهم الخاصة على حساب مصالح الشعب”، وبحسبه فإن هذه الأسباب تجعلهم يعزفون عن المشاركة في المسيرة يوم السبت المقبل. وعن مدى تفاعل الطلبة مع الحدث، يقول بلال “والله كل الطلبة منشغلون بالدراسة وبمشاكلهم الخاصة على مستوى الجامعة ولا يفكرون أبدا في المسيرة والاحتجاجات، إنها لا حدث”. أما “شريف. ك”، الذي أنهى دراسته، ووجدناه مع أصدقائه الذين لم يتموا بعد مشوارهم الدراسي، فقال مبتسما عن المسيرة المقبلة “تحدثوا معي عن الأحياء وليس عن الأموات”، في إشارة منه إلى أن الطلبة في الجامعات الجزائرية شبه أموات، و“لا يشاركون في أي مشهد سياسي مهما كان”، ولم يرد الحديث عن التغيير أو من يشكلون الطبقة السياسية المنادية بالتغيير. الطلبة الديمقراطيون: احذروا الأيادي الأجنبية وإن كانت هذه ردود الطلاب بخصوص المسيرة، فإن كل المنظمات الطلابية قاطعت المسيرة وترفض المشاركة فيها، حيث صرح رئيس المنظمة الوطنية للطلبة الديمقراطيين، عثمان باي لخضر، ل” الفجر”، “ نحن ضد المسيرة في المرحلة الحالية، وخاصة في العاصمة”، وأرجع أسباب الرفض إلى تحريك أطراف خارجية لمن يتبعونها في الجزائر من أجل تمرير مخططاتها، وتساءل “لماذا تحركت جهات أجنبية في الخارج خاصة في فرنسا ودعت إلى دعم المحتجين في الجزائر، تزامنا مع توقيت تنظيم المسيرة؟”، وبحسب نظرته فإن هذا دليل كاف على أن المسيرة جاءت وفق أجندة خارجية. وقلل المتحدث من فرص نجاح المسيرة، وأوضح أن الأطراف التي تنظم المسيرات ليس لها تمثيل شعبي قوي، وبالتالي فهي لا تستطيع النجاح ولن تحقق أهدافها، وأضاف في رده على سؤال حول الأسباب التي دفعت بمنظمي المسيرات إلى الخروج للشارع أن “هؤلاء هم أنفسهم الذين كانوا السبب في استمرار حالة الطوارئ، وهم من عملوا على سنها في 1992”، في إشارة منه إلى رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. الطلابي الحر: نرفض استثمار مشاكل الطلبة من جهته، أعلن الاتحاد الطلابي الحر رفضه الاستجابة للمسيرة، وقال على لسان المكلف بالإعلام في التنظيم، عبد الحميد عثماني، إن الاتحاد لا يدخل في صراعات سياسية مع أطراف أخرى، موضحا أن الاتحاد أعلن مقاطعته للاحتجاجات وللمسيرات في هذه المرحلة، دون أن يتدخل في شؤون الآخرين الذين لديهم الحق في الاحتجاج بالطرق التي يرونها مواتية، حسب قوله. واستنكر المتحدث استثمار الداعين للمسيرات في الاحتجاجات الأخيرة للطلبة، وقال “إننا ضد اغتنامهم فرصة احتجاج الطلبة على مشاكلهم من أجل دعوتهم للمشاركة في المسيرة”، معتبرا أن المشاكل التي يعيشها الطلبة عادية والاحتجاجات تجري سنويا.