قوات الأمن تعزز تواجدها بعدة مناطق في العاصمة شهدت بعض شوارع وساحات الجزائر العاصمة أمس تعزيزات ومراقبة أمنية إضافية تحسبا للمسيرة المرتقبة السبت القادم، فيما منعت قوات الأمن بعض نشطاء تنسيقية التغيير والديمقراطية من تنظيم تجمع أمام السفارة المصرية. رغم تأكيد السلطات العمومية مرارا أن المسيرة التي دعت إليها تنسيقية التغيير والديمقراطية غير مرخصة و أنها ستمنع إلا أن الجميع هنا في العاصمة بدأ يحبس أنفاسه قبل يومين فقط عن هذا الموعد، سواء على المستوى الشعبي أو على المستوى الرسمي والسياسي. فقد عززت قوات الأمن أمس تواجدها في بعض النقاط الحساسة في العاصمة على غرار ساحة أودان، ساحة الوئام المدني، ساحة الشهداء وفي بعض المداخل والمخارج القريبة من ساحة الوئام حيث تعتزم تنسيقية التغيير والديمقراطية الانطلاق في مسيرتها، وانتشر عناصر الشرطة بشكل ملفت في الكثير من الأحياء والشوارع والأزقة مكثفين عمليات المراقبة والتفتيش.سياسيا واجتماعيا شرعت بعض الأحزاب المؤيدة للمسيرة في التحضير السيكولوجي لهذا الموعد مثل التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي قام نهار اسم ببث بعض الأغاني وخطابات بعض مسؤوليه عبر مكبر للصوت بالمكتب الولائي بشارع ديدوش مراد وسط العاصمة، هذا الأخير الذي شهد حركة مكثفة نوعا ما لمناضلي الحزب، كما فعل بالضبط قبل المسيرة التي حاول تنظيمها قبل أسابيع ومنعت من طرف قوات الأمن.في المقابل أعلنت النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية "سناباب" أنها لن تشارك في مسيرة 12 فيفري بالجزائر العاصمة، وقال الأمين الوطني المكلف بالإدارة بالنقابة بن يوسف مخانق في تصريح له أمس نقلته وكالة الأنباء الجزائرية "أن النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية لن تشارك في المسيرة التي أعلن عن تنظيمها في 12 فيفري الجاري بالعاصمة من قبل المبادرين بها".وذكّر المتحدث بالمناسبة أن المؤتمر الخامس الذي عقد يومي 25 و26 ماي 2004 بسيدي فرج كان قد انتخب بالأغلبية السيد بلقاسم فلفول أمينا عاما جديدا للنقابة، وهو الوحيد المخول الحديث باسمها.وكان الأمين العام قد أعلن في بيان صحفي له أن ما تناقلته الصحافة الوطنية عن مشاركة النقابة في المسيرة المذكورة لا أساس له من الصحة، وانه يتبرأ من كل مسؤولية في هذا الشأن، مذكرا انه أعيد انتخابه أمينا عاما خلال المؤتمر الوطني السادس الذي انعقد بين 13 و14 جويلية من العام الماضي.وأصر بلقاسم فلفول على تقديم هذه التوضيحات لأن جناح الأمين العام السابق رشيد معلاوي كان قد أعلن في وقت سابق مشاركته في المسيرة، وللتذكير فإن كلا من معلاوي وفلفول يتنازعان الشرعية داخل السناباب.في هذا الخضم أضحى الحديث عن مسيرة السبت المقبل من يوميات العاصميين في جو ممزوج بين التخوف والفضول، تخوف مما قد تتسبب فيه هذه المظاهرة من نتائج غير محسوبة على غرار ما حدث في مسيرات سابقة، ومن احتمال استغلال الحدث من طرف شباب منحرف لأغراض أخرى، إلى درجة أن الكثير من المواطنين بالعاصمة قرروا التزام بيوتهم يوم السبت وعدم المخاطرة بالخروج مبدين تخوفا حقيقا من الحدث، وفضول آخر يدفعهم إلى معرفة ما قد تسفر عنه المسيرة ومدى استجابة المواطنين لها خاصة في ظل ما تعرفه بعض البلدان في المنطقة، وكيفية تعامل السلطات العمومية معها.وفي سياق متصل منعت قوات الأمن أمس العديد من نشطاء تنسيقية التغيير والديمقراطية من الوصول إلى أمام السفارة المصرية بحيدرة حيث كانوا يعتزمون تنظيم وقفة تضامنية مع المحتجين المتظاهرين في مصر مند أسبوعين، ودفعت قوات الأمن التي طوقت المكان بالمحتجين إلى تحت الجسر الصغير المؤدي إلى الساحة المركزية بحيدرة قبل أن يتفرقوا بعد ذلك.