في جو مهيب، أدى أزيد من 2 مليون مصري صلاة الجمعة والشكر لله لما حققته ثورتهم من نصر عظيم بعد 18 يوما من الكفاح بالصبر والعزيمة التي لم تغادرها روح المصريين المرحة. وألقى الشيخ القرضاوي خطبة الجمعة ودعا المتظاهرين للوقوف يدا واحدة من أجل بناء مصر والحفاظ على ما حققته ثورتهم من إنجازات، وقال بأن هناك ضرورة لعودة الحياة إلى طبيعتها. وأكد ائتلاف ثورة 25 يناير على ضرورة محاكمة رموز النظام السابق في مقدمتهم الرئيس المخلوع حسني مبارك، كما طالبوا بضرورة الإفراج عن باقي المعتقلين السياسيين، وأكدوا عزمهم المواصلة في تحقيق مبادئ الثورة التي قالوا إن من أبرز أهدافها في الفترة الحالية هو حض القوات المسلحة على تكوين حكومة تكنوقراط تسير أمور البلاد إلى غاية إجراء انتخابات، وحل جهاز أمن الدولة الذي يعتبرون وجوده لا مبرر له، كما قالوا بضرورة إلغاء حالة الطوارئ في أقرب الآجال. وقامت قوات الجيش بإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الميدان استعداد لما أطلق عليه “جمعة الوفاء” تكريما لشهداء الثورة من أجل تأمين الشباب وعدم حدوث أعمال شغب، وتم تحويل خطوط سير السيارات القادمة من شارع القصر العيني بداية من مجلسي الشعب والشورى، بالإضافة إلى انتشار عدد كبير من الجنود في الشوارع الرئيسية والطرق المتفرعة حول المتحف المصري وشارع طلعت حرب وميدان عبد المنعم رياض التي كانت شهدت أعنف المعارك بين مؤيدي مبارك وثوار التحرير. وفشل مؤيدو مبارك في حشد أنفسهم في مظاهرة الاعتذار للرئيس المخلوع محسني مبارك، فلم تظهر أي ملامح لشعارات أو متظاهرين لهم في ساحات القاهرة الكبرى. هذا ولا يزال أبرز رموز النظام السابق محتجزين في سجن مزرعة طره في القاهرة،تحت حراسة أمنية مشددة وبأمر من نيابة الأموال العامة العليا التي وجهت تهمة إلى أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني استنادا إلى البلاغات التي تلقتها ضد بعض المسؤولين السابقين. كما نشر موقع “يو تيوب” فيديو ظهر فيه وزير الداخلية المصري السابق حبيب العدلي وهو مقتاد نحو زنزانته في السجن الحربي، تفند إشاعات أنه حر طليق، يأتي قرار النيابة بوضع العدلي رهن الحبس لمدة 15 يوم وذلك من أجل مواصلة التحقيقات معه بشأن ارتكابه واقعة التربح وغسل أموال.