القرضاوي يطالب الجيش "بتحرير" المصريين من حكومة أحمد شفيق وفتح معبر رفح دعا أمس الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي إلى تشكيل حكومة جديدة والإفراج فورا عن كل المعتقلين السياسيين وفتح معبر رفح الرابط مع قطاع غزة المحاصر وطالب القرضاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها وسط جموع كبيرة بميدان التحرير بوسط القاهرة للاحتفال بإسقاط نظام مبارك الجيش بتحرير المصريين من حكومة أحمد شفيق، على اعتبار أنها تضم كثيرا من الوجوه التي عينها مبارك قبيل تنحيه عن الرئاسة، في وقت يرتقب فيه إجراء تعديل وزاري في الأيام القليلة القادمة. وأشاد رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بما قام به أقباط مصر ومسلموها على حد سواء حتى "انتصار الثورة الشعبية" التي أدت إلى إجبار الرئيس السابق حسني مبارك على التخلي عن السلطة، وقال أنه "حينما غيّر الشعب المصري ما به غير الله ما بهم"، و"أن الله نزع الخوف من قلوب الشباب فواصلوا ثورتهم حتى حققوا أهدافهم"، وقال "أوّد أن أقبّل أيديهم واحدا واحدا بما صبروا وصابروا ورابطوا"، وناشد القرضاوي المصريين جميعا المضي بالثورة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك حتى انتصارها نهائيا، وقال "أن الثورة لم تنته". وحذر القرضاوي المصريين مما أسماه سرقة الثورة، ودعا الأقباط المسيحيين إلى مشاركة المسلمين في "حراسة الثورة"، مضيفا أن ميدان التحرير قد أنهى الطائفية "الملعونة"، وحيا في ذات الوقت الجيش المصري لدوره في حماية المحتجين كما دعاه إلى الاستجابة لمطالب الشعب، مستبعدا أن يخون الجيش أهداف الثورة ووعوده بتنفيذ الإصلاحات خلال الفترة الانتقالية.كما حث القرضاوي المصريين الذين يقومون بالاعتصام منذ الإطاحة بمبارك للمطالبة بحقوقهم السياسية والاقتصادية على الصبر، مشدّدا على أن الاقتصاد المصري يتأثر يوميا ولا يجوز حسبه التأثير سلبيا على اقتصاد البلاد، وطالب بإطلاق من تبقى في السجون من المعتقلين السياسيين، وبتشكيل حكومة مدنية، وأشار إلى أن بعض أعضاء الحكومة الحالية من "وجوه الفساد" من عهد مبارك، كما حث الجيش على إعادة فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة. من جهة أخرى دعا القرضاوي الحكام العرب للاتعاظ من سقوط مبارك، مخاطبا إياهم بالقول " لا تستطيعون محاربة الأقدار أو إيقاف النهار"، وطالبهم باحترام شعوبهم، مضيفا "أقول كلمة للأنظمة الحاكمة، لا تكابروا، لا تناطحوا المريخ ولا تقفوا أمام التاريخ وأمام شعوبكم"، وأكد "لا يستطيع أحد أن يحارب الأقدار ولا أن يؤخر النهار إذا طلع، الدنيا تغيّرت والعالم تقدم والعالم العربي تغير من داخله فلا تقفوا أمام الشعوب، حاولوا التفاهم معها، لا تحاولوا أن تأخذوها بالكلام الفارغ، حاوروها محاورة حقيقية لا بالترقيع ولكن بالعمل البناء الذي يضع الأشياء في مواضعها ويحترم عقول الناس ويحترم عقول هذه الشعوب".وكان مئات الآلاف من المصريين قد تدفقوا على ميدان التحرير للاحتفال في ما سمي بجمعة النصر وسقوط مبارك، وأيضا للمطالبة بتنفيذ مطالب الإصلاح التي أعلنتها حركات الاحتجاجات التي أطلقت شرارة الثورة، ورفع المتظاهرون مطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإلغاء حالة الطوارئ، والقصاص من قتلة الشهداء وإطلاق الحريات.