انتشر وبصورة مخيفة في المدة الأخيرة، محترفو السرقة بشتى أنواعها، من سرقة المحفظات والهواتف النقالة وكل شيء ذي قيمة، بمحطات وحافلات نقل الطلبة على مستوى العاصمة، حيث تشهد مختلف الخطوط ومحطات النقال محاولات اعتداء وسرقة يومية من طرف غرباء عن الفضاء الجامعي يتوغلون بكل سهولة وسط الطلبة بسبب غياب الأمن وغياب المراقبة من طرف أعوان مؤسسة طحكوت. قمنا صباحا بجولة طفيفة بحافلات مؤسسة طحكوت لنقل الطلبة، حيث لم ننتظر طويلة لنلاحظ العدد الكبير من الغرباء على متن الحافلة التي ركبناها انطلاقا من موقف كلية العلوم السياسية والإعلام، باتجاه ساحة أول ماي، حيث لاحظنا شابين لا تبدو عليهما ملامح الطلبة، اغتنما فرصة اكتظاظ الحافلة للقيام بما جاءا من أجله، وهو الاستيلاء على كل ما تسمح به الفرصة من هواتف نقالة ومحفظات وغيرها، غير أن أحد الذين كانوا على متن الحافلة تفطن لهما ودفع بهما خارج الحافلة عند وصولها إلى موقف الأبيار وسط دهشة الجميع. الحادثة الثانية كانت بمحطة تافورة، وهذه المرة بحافلة النقل المتجه إلى بوسماعيل في ولاية تيبازة، حيث اغتنم 4 شبان الزحمة التي تشهدها المحطة مساء بسبب العدد الكبير للطلبة، لممارسة ما يسمى "البيك بوكيت"، حيث وبمجرد أن وصلت الحافلة حتى توغل هؤلاء وسط الطلبة في محاولة لسرقة الهواتف النقالة، غير أن أحد الطلبة تفطن للأمر وأمسك بأحد هؤلاء المنحرفين في حالة تلبس وهو يضع يده في جيب إحدى الطالبات، ليتضح بعد ذلك أنه لم يكن بمفرده وإنما رفقة 3 آخرين التفوا حول الطالب بعد أن أمسك صاحبهم، مطالبين إياه بعدم فضحهم بواسطة تهديده باستعمال القوة معه. نفس الطالب انتفض في وجه سائق الحافلة، هذا الأخير رفض تحمل المسؤولية بالقول: أعوان الأمن هم من يتحمل المسؤولية وأنا مهمتي السياقة لا غير. ووسط الأجواء المكهربة التي سادت الحافلتين اللتين عرفتا الحادثة، أعرب الطلبة عن قلقهم من تنامي هذه الظاهرة الخطيرة، حيث أكدوا أن محاولات السرقة وحالات الاعتداء على الطلبة أصبحت من بين الصور الروتينية اليومية لهم، مرجعين السبب إلى عدم مبالاة أعوان الأمن الذين لا يقومون بواجبهم في مراقبة الذين يزاحمون الطلبة في حافلات النقل، إضافة إلى الغرباء الذين أصبحوا ينتشرون بصورة كبيرة بمحطات نقل الطلبة، سواء بهدف السرقة أو لأهداف أخرى معروفة. من جهتهم، طلبة بوسماعيل اغتنموا فرصة وجودنا للاحتجاج على تصرف سائقي الحافلات، الذين يقومون بوضعهم خارج المحطة البرية لبوسماعيل لدى عودتهم في المساء، رغم أنهم يقومون بنقل الطلبة في الصباح من داخل المحطة البرية بالموقف المخصص لحافلات نقل الطلبة، حيث أشار من تحدثنا معهم أن السائقين يحتجون باكتظاظ المحطة، وهو ما رفضه الطلبة، مؤكدين أن المحطة تكون فارغة عند المساء، مطالبين بوضعهم بنفس المكان الذي نقلوا منه في الصباح. كما وجه الطلبة نداء إلى إدارة مؤسسة طحكوت، بضرورة إعطاء التعليمات اللازمة والصارمة لكل من السائقين وأعوان الأمن، من أجل ضمان سلامة الطلبة وراحتهم، وذلك باحترام المواقف المخصصة للحافلات، إضافة إلى المراقبة الدورية لها ولكل الغرباء الذين يرتادون الحافلات والمحطات، والذين أفاد الطلبة بشأنهم أنه يمكن معرفتهم بسهولة بسبب ملامحهم وطريقة لبسهم التي لا تمت بأي صلة لصفة الطالب.