شنت مصالح الأمن التابعة للمقاطعة الإدارية للحراش حملات مداهمة واسعة وكثفت من تواجدها في الآونة الأخيرة على مستوى محطة النقل ببومعطي للتقليل من حالة الفوضى التي تعيشها المحطة بسبب سيطرة عناصر إجرامية عليها وتصاعد وثيرة الاعتداءات والسرقة على المسافرين، خاصة في هذه الأيام التي تشهد حركية واسعة تزامنا مع الدخول المدرسي وشهر رمضان. تواجد مصالح الأمن وإن كان مطلبا ضروريا وسط حالة الفوضى هذه، غير أنه يبقى غير كاف للحد من حالات السرقة المتكررة التي باتت من يوميات المتنقلين عبر مختلف الخطوط الخاصة بالمحطة، حيث إن منطق "عوم وعس على حوايجك" هو السائد، إذ يظل المواطنون في حالة تأهب مسبقا خوفا من عيون أو أيادي جماعة من المنحرفين يتمركزون في مختلف نقاط المحطة وهو ما عقد الأمر حسب أحد عناصر الأمن حيث إن حالة الفوضى التي تشهدها الخطوط نتيجة غياب الرقابة مؤسسة التسيير والنقل الحضري التي أثبتت فشلها في تسيير المحطة هو ما صعد من عدد الاعتداءات وشكل صعوبة في تحكم مصالح الأمن في الوضعية رغم حضورها الدائم لفرض السيطرة. كما تم إيقاف عدد من اللصوص في الآونة الأخيرة في حالة تلبس بعدما ضبطوا من طرف عناصر الأمن في الزي المدني التي كانت وسط المواطنين الذين كانوا تحت رقابة المنحرفين الذين كانوا يرصدونهم. وحسب مصدر أمني مقرب فإن أغلب الحالات المسجلة كانت سرقة هواتف نقالة وحقائب النساء التي جاءت في المرتبة الأولى. إذ إنهنّ أكثر عرضة للسرقات سواء على مستوى المحطة أو خارجها وحتى في السوق الشعبية الشهيرة التي تشهد في هذه الفترة انتشارا واسعا لأطفال وشباب يمتهنون السرقة، وأغلبهم من حي بومعطي. وفي السياق ذاته فإن أصحاب حافلات النقل هم بدورهم يتحملون جزءا كبيرا من الفوضى السائدة بسبب خضوعهم لمفايا بومعطي وكذا المساهمة في التعدي على القوانين بالنقل العشوائي للمسافرين طالما أن منطق المال يتعدى أمن المسافرين