شهدت الساحة السياسية نهاية الأسبوع، حملة واسعة النطاق تدعو للتغيير بشكل يوحي بأن الأمر مدروس فيما بين الطبقة السياسية، أو أن وضع البلاد بلغ حده ولا يعلم ذلك إلا هؤلاء الذين خرجوا في لقاءات وتجمعات مع المناضلين والمواطنين في مختلف مناطق الوطن، غير أن الدعوات تباينت بين مطالب بتغيير النظام ومطالب بتغيير السياسات، على اعتبار أن بعض السياسيين ثمنوا القرارات التي أصدرتها السلطات العمومية، في حين اعتبرها البعض الآخر مجرد مهدئات قد تنتهي فعاليتها على وقع اضطرابات، أجمعت الطبقة السياسية على ضرورة تفاديها من خلال تغيير سلمي، وهي الكلمة التي حققت إجماعا بين مختلف تصريحات ولقاءات ودعوات التشكيلات والشخصيات السياسية التي حركت الساحة نهاية الأسبوع مهري : التغيير لن يأتي لا من السلطة ولا من المعارضة الحالية طابو: الديمقراطية والتغيير لا يتحملان الارتجال جمال بن عبد السلام يتحدّث عن حالة طوارئ أخطر بن بيتور يدعو المؤسستين العسكرية والأمنية إلى دعم الشعب في مسعى التغيير قرر التحالف الوطني من أجل التغيير عقد مؤتمر وطني لقوى التغيير، يناقش ويصادق خلاله على ميثاق الحقوق والحريات والأرضية السياسية، كما رحب أعضاء التحالف بكل مبادرات التغيير المطروحة على الساحة الوطنية، على أن لا يرتقي التحالف الوطني من أجل التغيير إلى حزب سياسي. أكد، أمس، رئيس الحكومة الأسبق وعضو التحالف الوطني من أجل التغيير، أحمد بن بيتور، خلال ندوة صحفية بدار الصحافة بالعاصمة، أن التحالف يرحب بكل مبادرات التغيير المطروحة، غير أنه لم ينخرط بعد ضمن أية مبادرة، وأضاف أن التحالف ليس دمجا ولا اتحادا، كما أنه ليس حزبا سياسيا ولن يرتقي إلى ذلك، وإنما الهدف منه وضع إمكانيات كل طرف من أجل تجنيد المواطنين للتغيير، خاصة عنصر الشباب، مشيرا إلى أن التحالف لن يقصي أي طرف يسعى إلى نفس الهدف. وأوضح أحمد بن بيتور، موقفه بشأن المؤسسة العسكرية وجهاز الأمن اللذان قال بشأنهما، إنه عليهما “المشي” مع الشعب، لأنه في الحالتين المصرية والتونسية انتهى الأمر بدعم المؤسستين للشعب وتطلعاته، واعتبر أن معطيات التغيير متوفرة، منها ضغط المجتمع الذي أصبح يتزايد بالاحتجاجات المسجلة يوميا، غير أن الحاجة لعامل محرك للتغيير مثلما حدث في تونس ومصر، دون أن يعطي تفاصيل أكثر حول العامل المحرك الذي يحتاجه المطالبون بالتغيير في الجزائر للتوصل إلى رحيل رموز النظام، على حد تعبيره، وقال إن المعطيات الراهنة تؤكد أن العامل المحرك أضحى قريبا في ظل تفشي الرشوة بشكل عام وفقدان الضمير الجماعي والفقر، ووعد بإطلاع الرأي العام بكل شفافية عن خطوات التحالف الوطني من أجل التغيير. وجاء بيان التحالف أن القطيعة مع النظام الحالي لا يمكن تجسيدها من خلال الحلول الترقيعية، ولكن التحالف يناضل من أجل القطيعة النهائية مع كل الأسباب التي أدت إلى المآسي الوطنية التي عاشتها الجزائر. وأكد بن بيتور أن التحالف الذي يسعى إلى تغيير شامل قد استخلص أربعة دروس من الثورتين التونسية والمصرية ستوظف في الجزائر من أجل التوصل إلى إنهاء نظام الحكم، ضمنها ضرورة ضغط المجتمع دون زعيم أو حزب سياسي، انضمام الأمن والجيش إلى صف الشعب، واستغلال وسائل الاتصال الحديثة منها “الفايسبوك”. وفي ذات السياق، حدد التحالف في بيانه أمس، برنامج نشاطاته التي ستنطلق بتجمع ينظم يوم 18 مارس الجاري بالعاصمة، ونشاطات أخرى وتجمعات عبر كامل التراب الوطني، بالإضافة إلى مؤتمر وطني يجمع كل قوى التغيير، وعن ذلك، أكد رئيس حركة الإصلاح الوطني، جمال بن عبد السلام، أن التحالف قد أنهى إعداد ميثاق الشرف والحريات، فيما تكفلت لجنة تقنية بوضع الخطوط العريضة للأرضية السياسية التي ستناقش خلال اجتماع للتحالف الوطني من أجل التغيير غدا، وهما الوثيقتان اللتان سيتناولهما المؤتمر المقرر عقده لاحقا بالدراسة والمصادقة. واعتبر جمال بن عبد السلام أن السلطة لم تقم برفع حالة الطوارئ مثلما تروج له، ولكنها أقرت حالة طوارئ مكرر وبشكل أخطر. وأوضح خلال الندوة الصحفية للتحالف الوطني من أجل التغيير، أن قانون مكافحة الإرهاب الذي أقر بأمر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يتضمن أمورا أشد من تلك التي كانت مقررة بموجب قانون حالة الطوارئ، مستدلا بإقحام الجيش في بعض الحالات وتمديد الحجز التحفظي لمرة أو أكثر، دون أن يقدم المعني إلى المحاكمة، وانتقد حديث السلطة عن مجانية القاعات لتنظيم التجمعات لثني “المعارضين “ عن المسيرات، بينما الأمر عكس ذلك، وقال إن النظام السياسي في الجزائر، لم يتعظ من الدرسين التونسي والمصري، ومن شأن ذلك أن يعقد الوضعية أكثر مما هي عليه. نسيمة. ع اعتبر أن الحريّة مسار يبنى سلميا طابو: الديمقراطية والتغيير لا يتحملان الارتجال أكد الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، أن الحرية والديمقراطية تعتبران مسارا يبنى في إطار “سلمي”، و قال إن التجمعات الشعبية يمكن أن تكون منبرا للتعبير بالنسبة للقوى الحقيقية للتغيير المتواجدة على الساحة والتي تنشط وسط المجتمع”. وأوضح كريم طابو، خلال حصة “السياسة” للقناة الوطنية الثالثة، أن جبهة القوى الاشتراكية ليست تشكيلة تنادي بشعار “الخروج إلى الشارع ثم سنرى”، واعتبر أن “الديمقراطية والتغيير لا يتحملان الارتجال”، وأضاف أنه “يتعين بذل جهد جبار للانتقال نحو تغيير سلمي ومنظم”، مشيرا إلى وجود “اختلافات جوهرية حول كيفية وطبيعة التغيير” على مستوى المنظمات السياسية والاجتماعية. واعتبر الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، أن “البلد بحاجة إلى تحويل سياسي جاد، والمسؤولية تقع على السلطة والمعارضة ونخبة البلاد”، مذكرا أن حزبه لم ينضم أبدا إلى التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية التي دعت إلى مسيرات كل يوم سبت. وكانت جبهة القوى الاشتراكية قد نظمت تجمعا شعبيا بقاعة الأطلس بالجزائر العاصمة، بحضور عدد كبير من مناضلي التشكيلة وممثلي تشكيلات سياسية من تونس والمغرب، وكذا منظمات من المجتمع المدني، تحت شعار “عدالة اجتماعية.. إنصاف تضامن“. ر. مالك انتقد تصريحات ولد قابلية جاب الله يلوح بالانتفاض إذا لم يُعتمد حزبه أكد أمس، الشيخ عبد الله جاب الله، في تجمع شعبي نظمه بالمسرح الجهوي بعنابة، على ضرورة تعزيز مسألة اعتماد الأحزاب مع توسيع دائرة التعبير وفتح قنوات الحوار أمام مختلف الجماعات السياسية الأخرى. وقد انتقد جاب الله تصريحات ولد قابلية ووصفها بالمخذلة والخاطئة لأنها جاءت لقمع الحريات وتضييق الخناق على مختلف الأحزاب المتواجدة بالبلاد. وقد لوح ذات المتحدث بالذهاب إلى مرحلة الانتفاضات وتصعيد لهجة الاحتجاجات إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه والمتمثلة في أساسا في الترخيص له بإنشاء حزب جديد أو استرجاع حزبه القديم حركة النهضة. وفي سياق متصل ثمن عبد الله جاب الله تعليمة رئيس الجمهورية والمتمثلة في رفع حالة الطوارئ، معتبرا ذلك خطوة إيجابية، لكن يبقى حسبه أن رفع حالة طوارئ جزئي. وعن الاحتجاجات والتي عرفت منحى خطيرا بأغلب ولايات الوطن، فأرجعها الشيخ جاب الله إلى ردة فعل شعب مقهور يطالب بتغيير النظام ورحيل السلطة لتطهير الساحة السياسية من الفوضى والاستبداد. ولا يستبعد رئيس حركة الإصلاح الوطني سابقا أن تتأجج الأوضاع بالجزائر وتتحول إلى ثورة سيقودها شعب ثائر ضد قرارات السلطة. ولاحتواء الوضع طالب ذات المتحدث بالإفراج عن مطالب الأحزاب لأنها على حد تعبيره ضمانات لتحصين المجتمع الجزائري من الفساد، بالإضافة إلى أنها أداة لتهدئة الوضع الراهن قبل فوات الأوان، وذلك من خلال فتح قنوات الإصغاء والحوار أمام كل الجماعات السياسية. سميرة عوام عبر عن رفضه للعنف كأداة للتغيير تواتي يدعو إلى محاسبة المتورطين في نهب أموال البلاد دعا، أمس، رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، إلى تفعيل دور الشباب وإعطائه الفرصة لإبداء رأيه في مختلف القضايا. وأكد موسى تواتي، في لقاء مع مناضلي الحزب بباتنة، على الدور الريادي الذي يفترض أن تضطلع به شريحة الشباب، من منطلق وجوب الاستثمار في الفرد كثروة حقيقية بدل الاعتماد على الثروات الزائلة، معبرا عن رفض الجبهة الوطنية الجزائرية لكل أشكال الفوضى تحت أي غطاء. وأضاف رئيس الأفانا، أن التخريب والاعتداء على الأملاك العمومية والخاصة، لا يمكن أن يكون سبيلا للتغيير على اعتبار أنه لا ينم عن عقلية متحضرة، و قال إن التغيير الحقيقي يتم عبر الأساليب المشروعة والحضارية، داعيا إلى ضرورة محاسبة المتورطين في نهب أموال البلاد. طارق. ر في رسالة وجهها إلى آيت أحمد، مهري : التغيير لن يأتي لا من السلطة ولا من المعارضة الحالية نفى عبد الحميد مهري إمكانية حدوث أي تغيير في البلاد سواء من طرف السلطة أو المعارضة، مؤكدا أن الشعب وحده بإمكانه إحداث التغيير السلمي. وقال عبد الحميد مهري، في رسالة وجهها إلى زعيم حزب جبهة القوى الاشتراكية، حسين آيت أحمد، تمت قراءتها أول أمس، في تجمع الأفافاس بقاعة الأطلس بباب الوادي بالعاصمة، “إن التغيير المنشود لا يأتي من الفوق، سواء كان الفوق سلطة أو معارضة”، وذلك قناعة منه بعد الردود التي وصلته على خلفية نشره الرسالة المفتوحة التي وجهها إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وقال “إن أغلب الردود كان أصحابها ينتظرون تغييرات فوقية وهو ما لن يقع أبدا”. وأضاف عبد الحميد مهري، أنه على المطالبين بالتغيير في الجزائر أن يعملوا على التعبئة، موضحا أن “المهمة الأساسية حاليا والتي يجب أن يقوم بها الجميع، هي الدعوة والعمل لتنسيق طاقات المجتمع ومبادراته في سيق متعددة تصب في نهاية المطاف في تأمين التغيير السلمي”، وأشار إلى أن سعيه رفقة حسين آيت أحمد يصب في اتجاه جمع وحشد الإرادات، وقال إنه “لازلنا نعمل من أجل جمع القوى وحشد الإرادات لمواجهة قضايا الحاضر والمساهمة في حلها بما تيسر لها من جهد وطاقة، وما توفر لها من تجربة”. وأعلن المتحدث استعداده لتنسيق العمل مع حزب الأفافاس من أجل توفير المهمات الأساسية لحدوث التغيير السلمي، موضحا بالقول “لقد سعدت بلقاء بعض الإخوة من قيادة القوى الاشتراكية، وتبادلنا وجهات النظر حول العديد من القضايا، وانتهينا إلى الاتفاق على مواصلة العمل المطلوب”. وتأتي رسالة عبد الحميد مهري، ردا على تلك التي وجهها له حسين آيت أحمد، في وقت سابق. محمد. ب أبو جرة : التحالف الرئاسي قابل للتغيير لأنّه ليس قرآنا ثمّن، أمس، رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء يوم 23 فيفري الماضي، واعتبرها استجابة لمطالب وتطلعات المواطنين، خاصة منهم فئة الشباب، محذرا الإدارة المحلية من الانغلاق والبيروقراطية والابتزاز. وقال أبو جرة سلطاني، في لقاء مع إطارات حركة مجتمع السلم بڤالمة، إن الممارسات الإدارية قد تفجر الوضع إذا لم تتماش والظروف الراهنة وتسارع إلى تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء بكل شفافية وفعالية، داعيا إلى الاعتماد على أسس المساواة عملا بمبدإ تكافؤ الفرص بين المواطنين. وأوضح رئيس حمس أن التحالف الرئاسي ليس قرآنا، مشيرا إلى أنه “قابل للتغيير في أية لحظة إذا ما استدعت الظروف والحاجة ذلك”، مجددا مطالب حركته الداعية إلى تعديل جذري للدستور بعد رفع حالة الطوارئ، وتغيير قانون الانتخابات وقانون البلدية والإعلام والإشهار، تماشيا مع الظروف الدولية الراهنة، وعبر عن رفض حمس كل أشكال التغيير العنيف، وقال إن حركته “تعمل على تحقيق التغيير السلس الهادئ دون ضغوط داخلية ولا خارجية”، واعتبر أن ما يحدث في بعض الدول العربية رسالة واضحة للقائمين على شؤون الجزائريين، “لابد أن يفهموها جيدا”. مسعود. م انتقدت تصريحات واشنطن وحذرت الشباب من النت حنون تؤكد أن الجزائر تشهد ديناميكية رائعة قالت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، إن نظام ال “أل أم دي”، أحدث الفوضى في الجامعة الجزائرية، داعية إلى ضرورة العودة إلى النظام الكلاسيكي الذي يتيح للطلاب المزيد من الاختيارات، وكشفت عن توجيه طلب في ذات الإطار لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. واعتبرت لويزة حنون احتجاج الطلبة في الجامعات اللغة الوحيدة التي تفهمها الجهات المعنية، وأضافت أنها “فخورة بهم وجاء الوقت لتلبية مطالبهم، لأن مليون و200 ألف طالب، هي قوة عظمى للبلاد يجب التكفل بها، لا تهميشها”. وعن الأحداث التي تعرفها ليبيا، مصر وتونس، أكدت الأمينة العامة لحزب العمال، أن “الأوضاع تختلف في بلادنا التي تعرف ديناميكية اجتماعية واقتصادية رائعة”، وانتقدت تصريحات إدارة أوباما حول الجزائر، حين ذكر مسؤولون أمريكيون أن واشنطن تنتظر المزيد من الإصلاحات. وحذرت المتحدثة الشباب من الاستعمال الخاطئ للانترنيت، الذي من شأنه أن يضر البلاد ويعطي فرصة للدول الغربية لنخر جسد الجزائر، وأعلنت عن رفضها للتواجد العسكري الأمريكي في سواحل الدول العربية المجاورة.