كشفت آخر إغلاقات البورصة في كل من نيويوركولندن، عن ارتفاع أسعار الذهب إلى 1430,55 دولار للأونصة “الأوقية”، متجاوزة بذلك كل التوقعات، فيما يُحتمل أن تصل أسعار البترول إلى 200 دولار للبرميل في حال تواصل حالة الغليان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أسعار منتجات البترول وسلة الغذاء في ارتفاع متواصل وهي مؤشرات سلبية بالنسبة للجزائر، بما أنها خاضعة للتبعية في عمليات التبادل لعُملتي الدولار والأورو، وهما العملتان الأكثر اضطرابا في البورصة العالمية. انعكست اضطرابات القيم في عمليات صرف عملتي الأورو والدولار بالإيجاب على الاتحاد الأوروبي وواشنطن، رغم معاناة الأخيرة من فراغ الوظائف في القطاع الزراعي منذ شهر فيفري الفارط، إلا أن مؤشرات التغيير التي أحدثتها المعادن النفيسة، منها الذهب الذي سجل رقما قياسيا فاق كل التوقعات، حال دون تسجيل خسائر في الأسهم وسندات تداول الأصول النقدية، كما انتعش معدل التضخم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بتراجعه عن الخط الأحمر قليلا، حيث تتوقع أوساط اقتصادية أن تعصف هذه المستجدات بالدول العربية ومنها الجزائر، بسبب خضوعها للتبعية، خصوصا في مجال التغذية والاستيراد، بعد أن عرفت سلة الغذاء ارتفاعا مستمرا للأسعار، قابلها ارتفاع أسعار البترول إلى 104 دولار، وتجري الاحتمالات والتوقعات إلى بلوغ سقف 200 دولار للبرميل في حال تواصل موجة العنف والتوترات التي تسود دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي قراءة أولية لخبراء البورصة الدولية، كشفوا عن معطيات التدهور لأول مرة في كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي، مؤكدين أن الأزمة العالمية خلفت آثارا سلبية على الدول الصناعية، تدفع ثمنها حاليا الدول النامية، والعربية على وجه الخصوص، لأنها دول نفطية تخضع لشروط العرض والطلب، وبالتالي فإن واشنطن تتلاعب بقيم الدولار في كل مرة، وتسعى إلى تسخيره في خدمة منتوج القيمة المضافة، إلى جانب تلاعبات الاتحاد الأوروبي بسلة قيم الأسهم وسندات الاكتتاب. وتُشير الأرقام إلى وقوع الجزائر في مأزق هذه المعطيات، وذلك من خلال تسجيل خسائر سنوية بالملايير جراء تعاملاتها بالدولار والأورو، واستجابتها بصفة إجبارية لتسديد فارق الصرف بين العملتين، وكذا تسجيلها لخسائر في آجال التعاملات التجارية، بسبب تراجع العملة الصعبة، شأنها في ذلك شأن باقي العرب، لاسيما في الوضع الراهن، حيث تشهد بعض الدول حصارا شعبيا ومأزقا تجاريا قد يحولها إلى طعم للدول الصناعية. وبحسب تحليلات الخبراء، فإن ارتفاع أسعار الذهب وبلوغها سقف 1430 دولار للأونصة، ناتج عن تخمينات “ذكية” جرت على محور واشنطن - لندن، لتعويض خسائر الأزمة العالمية. وبالنسبة لأسعار البترول فإن ارتفاعها إلى 104 دولار، واحتمالات وصولها إلى 200 دولار للبرميل، فذلك يعني تضاعف أسعار منتجات ومشتقات النفط، إلى جانب سلة الغذاء، السلاح الأخضر الذي تحارب به الدول الصناعية استقرار الدول العربية في عز الأزمة العالمية، موجهة لها ضربات قاصمة، تجلت في انتفاضة الشعوب وتدهور الأوضاع، ما دفع بالعرب إلى المسارعة لاحتواء الغضب بتحفيزات، الكثير منها جاءت متأخرة بعد فوات الأوان. وللإشارة، فإن الذهب سجل في التعاملات الفورية ليوم الجمعة 1430,55 دولارا للأوقية، مقارنة ب1415 دولارا عند إغلاق بورصة نيويورك ليوم الخميس، وسجلت الفضة 34,49 دولار للأوقية، مقارنة ب34,17 دولار سابقا، وتزامن ذلك مع ارتفاع سعر البلاتين إلى 1828,49 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاديوم إلى 808,47 دولار للأوقية.