تشهد البورصة الموازية لصرف سعر “الأورو” بالجزائر انتعاشا غير مسبوق هذه الأيام، ومن غير مناسبة تتطلب ارتفاع أسعار الصرف، على غرار موسم الحج و نهائيات كأس العالم. وقد سجل سعر “الأورو” رقما قياسيا لدى تحويله مقابل الدينار، حيث بلغ ألف دج عند الشراء أسعار الصرف مرشحة أكثر للارتفاع تزامنا مع ارتفاع أسعار البترول لم يجد تجار العملة الصعبة ببورصة بورسعيد في العاصمة، ما يتحججون به أمام الارتفاع المفاجئ لسعر “الأورو” أمام الدينار، ولم يجدوا أي حجة مؤكدة تقف وراء الارتفاع، رابطين ذلك بالاضطرابات العربية الحاصلة، لاسيما في دول الجوار من تونس إلى مصر مرورا بليبيا، دون استثناء دول المشرق العربي، منها البحرين والأردن وفلسطين، وهي الحجج الاستثنائية التي يراها التجار كفيلة برفع سعر صرف “الأورو”، دون أن يعلموا الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الارتفاع، حيث منهم من يربطها بارتفاع أسعار البترول وتداولات سلة الاستيراد العربي بعملة “الأورو” بنسبة أكبر مؤخرا مقارنة بالدولار، وهو المؤشر الأقرب للواقع حسب بارونات “الأورو”، خصوصا أن الجزائر تستورد ما نسبته 60 بالمائة من إجمالي الواردات بعملة الأورو، في حين تبيع البترول بالدولار. وأمام تراجع الدولار أمام الأورو في البورصة العالمية بنحو 1.36 أورو، متأثرا بالتضخم المسجل في الولاياتالمتحدةالأمريكية بناء على مستجدات تزايد الاستهلاك الداخلي الخام، واضطراب سوق الاستثمار بسبب ما يحدث في الأسواق الخارجية، لاسيما منها العربية، حيث علقت عدة شركات أمريكية نشاطاتها الاستثمارية بكل من مصر، ليبيا، تونس، ودول أخرى في إفريقيا وآسيا، فإن الجزائر تأثرت كثيرا بهذه التبعية وانعكست على أسعار الصرف، حيث ارتفع الأورو من 12.75 ألف دج منذ شهر إلى 13.25 ألف دج قبل أسبوع، ليصل مع نهاية الأسبوع المنصرم إلى 13.70 ألف دج لكل 100 أورو عند الشراء من التجار، وهو رقم قياسي لم تسجله السوق السوداء في كل العقود السابقة، باستثناء موسم الحج الفارط، حيث بلغت أسعار الصرف هذا المستوى تقريبا، فيما يسجل الأورو حوالي 13.50 ألف دج عند بيع المواطن لتجار العملة الصعبة، بعد أن كان لا يتجاوز 13.10 دج قبل أيام. تضاربت الآراء بين تجار العملة الصعبة حول أسباب ارتفاع أسعار صرف الأورو، مقارنة بالدولار الذي يستقر منذ عدة أشهر في ميزان واحد لم يتجاوز 7600 دج لكل 100 دولار، وبالرغم من أن سعر صرف الأورو لدى البنك المركزي يتراوح بين 101 و102 و103 دج لكل 1 أورو، ولم يتغير منذ أسابيع. إلا أن الأسعار في البورصة الموازية انتعشت بقوة واستبقت الأحداث، ما حيّر تجار هذه العملة لدرجة أنهم لم يقطعوا الأسباب الواقعية للارتفاع في الجزائر، مكتفين بالتبعية الخارجية، ولم يستطع هؤلاء إثبات أحقية الارتفاع بالنسبة لهم مؤكدين وجود خلفيات أخرى يسعون إلى اكتشافها. وفي مقابل هذه الأسباب اهتزت تجارة الأورو على وقع الأرباح هذه الأيام، إذ تراوحت عائدات التجار يوميا بين 3 إلى 10 ملايين سنتيم، حسب درجة التعاملات ومواقيت التعامل بين فترتي الصباح والمساء. فيما يسجل البارونات حوالي 50 إلى 100 مليون سنتيم من الأرباح الصافية، نتاج تعاملاتهم المتزايدة كل يوم، حيث رشحوا أسعار الصرف للارتفاع أكثر في غضون أيام بالنظر إلى الإقبال المتزايد وتدخل عدة جهات للتحكم في تداولات الأسعار، دون تحديد هذه الجهات..