دفع امتلاء غير مسبوق لسد سيدي أحمد بن طيبة، الواقع ببلدية عريب 12 كلم شمال شرق عاصمة ولاية عين الدفلى، القائمين عليه إلى تشكيل لجنة تقنية مختصة مكونة من تقنيين ومهندسين للقيام بعملية الفحص العيني والتقني بأجهزة جد متطورة، لتذليل مخاوف السكان ومراقبة مواقع التدفق ونسبة جريان المياه القادمة من عدة منابع هامة، على غرار وادي الحد ووادي الكبير وبعض الجداول التي تصب بالسد وتقوم ذات اللجنة بمراقبة المعدات الخاصة بالتحكم، تحسبا لأي طارئ قد يحدث بسبب الامتلاء القياسي للسد التي بلغت 75 مليون متر مكعب، بنسبة امتلاء قدّرت ب 100٪. وحسب القائمين على هذا الإنجاز الضخم، فإنه يشهد تدفقا فوق طاقة الاستيعاب النظرية، حيث فاقت الكميات المتدفقة في مجرى وادي شلف عبر قناة صرف الفائض أزيد من 18 مليون متر مكعب خلال شهر جانفي المنصرم. وتسبب التدفق العالي إلى انتشار حالة من الذعر لدى السكان القاطنين في محيط تفريغ مياه السد بمجرى “وادي بدا”، خشية غمر مساكنهم في أية لحظة، حيث أثارت النسبة المسجلة مخاوف السكان في هذا الفصل، الأمر الذي جعل السلطات الولائية في وقت سابق تعمد إلى اتخاذ إجراءات وقائية ضمن خلية تنسيق ومتابعة، وهو ما دفع بالسلطات المعنية إلى تسجيل مشروع لحماية حوض تدفق المياه بالسد. وفي سياق متصل، تقدم المجلس الشعبي الولائي خلال الدورة الخريفية للعام المنصرم بوضع دراسة تقنية للرفع من قدرة استيعاب السد لتصل إلى 100 مليون متر مكعب لتفادي مخاطر تدفق المياه على السكان وتخزين أكبر قدر من المياه. وساهمت نسبة امتلاء سد سيدي أحمد بن طيبة هذا الموسم في الرفع من نسبة الامتلاء الوطنية للسدود والتي بلغت 65.05 ٪، بقدرة استيعاب قدرت ب 3.78 مليار متر مكعب، حسب التصنيف الأخير الذي تقدمت به وزارة الموارد المائية في التاسع من شهر فيفري 2011، بزيادة 30 متر مكعب. من جهة أخرى، ستساهم نسبة امتلاء سد عريب في سقي 08 آلاف هكتار بكل من سهل العامرة والعبادية، لإنتاج مختلف المنتوجات الفلاحية الإستراتيجية على رأسها البطاطا ومختلف أنواع الحبوب، كما ستساهم هاته الوفرة في تقريب هاته المادة الحيوية بالأقاليم الفلاحية الأخرى المتاخمة للسد كالمخاطرية وعريب، فضلا عن المساهمة في تخزين المياه بهذه المنطقة ومن ثمّة تدعيم مستوى المياه الباطنية وتعزيز قدرات الآبار المجاورة.