احتشدت مظاهرات ضخمة بسائر المدن اليمنية في ما سمي بجمعة الصمود للمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وفي السياق نفسه قال السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فيرشتاين إن مطلب المتظاهرين بإنهاء حكم صالح لن يحل مشاكل البلاد. وتسعى المعارضة لإقامة اعتصامات في ساحات سائر المدن اليمنية تعزيزا للضغط على النظام الحاكم، ردا على مبادرة تقدم بها صالح اقترح فيها استفتاء على دستور جديد قبل نهاية العام 2011، والانتقال إلى نظام برلماني تتمتع بموجبه حكومة منتخبة برلمانيا بكافة الصلاحيات التنفيذية.واعتبرت المعارضة أن الواقع على الأرض تجاوز المبادرات حيث قال الناطق الرسمي للجنة الحوار الوطني محمد الصبري إن مبادرة صالح بمثابة النصب التذكاري لنظام الفوضى الذي يطالب الشعب اليمني بإسقاطه.وأضاف أن المعارضة قررت حشد الملايين في جمعة التحدي والصمود، موضحا أن المظاهرات في عموم المدن اليمنية زاد حجمها أضعاف ما كانت عليه، وحددت مطالبها برحيل النظام حيث رفعوا شعار “لا حوار ولا استسلام حتى يرحل النظام”. وعلى صعيد تعامل الأمن مع المحتجين نفى وزير الصحة اليمني الدكتور عبد الكريم راصع أمس أن تكون الغازات التي استخدمت ضدهم غازات محرمة دوليا أو أنها كيميائية، مؤكدا أن ما أطلق هو مسيلات للدموع تستخدم في كل دول العالم. وكانت اللجنة الطبية في المستشفى الميداني بميدان التغيير أمام جامعة صنعاء -حيث يعتصم عشرات الآلاف من المطالبين بتنحي صالح- قد أعلنت في مؤتمر صحفي أن قوات الأمن استخدمت غازات كيمياوية في هجومها على المعتصمين.وأدى استخدام تلك الغازات -كما قالت اللجنة- إلى اختناق متواصل إذ لا تزال حالتان على الأقل مختنقة وتتنفس عبر الأجهزة الصناعية فيما توفي أحد المصابين إثر إصابته بإطلاق نار مباشر، وأكدت اللجنة أن هناك ما يزيد عن عشرين حالة خطرة حتى الآن جراء الغازات.من جانبه قال السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فيرشتاين إن مطلب المتظاهرين بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما لن يحل مشاكل البلاد، داعيا للحوار بين الرئيس والمحتجين.