انطلقت صباح الثلاثاء تظاهرات ضخمة في عدة مدن يمنية فيما أطلق عليها "يوم الغضب" دعا إليها "اللقاء المشترك" المعارض للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، وتزامن ذلك مع مؤتمر صحفي عقده الرئيس صالح أكد خلاله إن ما يحدث في العالم العربي من احتجاجات يدار إعلاميا من غرفة موجودة بتل أبيب يديرها البيت الأبيض. اتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إسرائيل والولايات المتحدة بإدارة موجة الاحتجاجات التي تعم العالم العربي، وذلك في تصريحات للصحافيين أمس الثلاثاء. وقال صالح بينما كانت المعارضة تنظم تظاهرة ضخمة مطالبة برحيله في وسط صنعاء إن الأحداث "من تونس إلى سلطنة عمان... عاصفة تدار من تل أبيب وتحت إشراف واشنطن". وأضاف "شاهدنا كيف يتابع ويتدخل الرئيس الأمريكي" باراك أوباما. واعتبر صالح أن "ما يحصل في الشارع اليمني عبارة عن مقلدين، فاليمن ليست تونس ولا مصر والشعب اليمني مختلف". وجدد صالح التعهد بحماية أمن وسلامة المتظاهرين وجدد أيضا دعوة المعارضة لاستئناف الحوار. وقال "لا حل إلا بالحوار وبصندوق الاقتراع". وقامت تظاهرة ضخمة دعت إليها المعارضة اليمنية وسط صنعاء في بداية (يوم الغضب) أمس الثلاثاء، للمطالبة برحيل صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما. وتجمع المتظاهرون في وسط العاصمة اليمنية أمام مبنى جامعة صنعاء حيث يعتصم الآلاف، فيما تغص الشوارع الموازية بالمحتجين. ويردد المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطة بينها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"الشعب يريد رحيل علي عبد الله صالح". وكان صالح أبدى الاثنين استعداده للرحيل عن السلطة بعد حكم دام 32 عاما، شريطة انتقال سلس للسلطة ومن دون أعمال الفوضى، مشيرا إلى أن المطالب بإسقاطه أثرت على اقتصاد البلاد. وقال صالح خلال لقاء بعشرات من رجال الدين وبثها التلفزيون اليمني مساء الاثنين "يقولون ارحل عن السلطة قلنا: نحن على استعداد لذلك شريطة أن يتم عبر انتقال سلس للسلطة وبدون أعمال الفوضى". وأضاف "لقد سئمنا السلطة بعد 32 عاما والناس سئمونا لكننا نريد انتقال الحكم بطرق سلمية". وأشار الرئيس اليمني إلي أن التظاهرات والاحتجاجات في المدن اليمنية أثرت على الحركة التجارية والوضع الاقتصادي وخاصة بعد نصب الخيام في الساحات العامة وقال "سياسة نصب الخيام لن تجدي بشي والأفضل العودة إلي طاولة الحوار". وكانت المعارضة اليمنية أعلنت الاثنين رفضها لمقترح إقامة حكومة وحدة وطنية، وأصرت عبر ناطقها الرسمي «محمد الصبري» على "إسقاط النظام". وكان المحتجون في معظم المحافظات اليمنية قد قرروا الاعتصام الدائم في الساحات العامة أشهرها "ساحة الحرية" في جوار جامعة صنعاء وساحة التغيير في مدينة تعز جنوب اليمن للمطالبة برحيل صالح، الذي يحكم اليمن منذ منتصف جويلية 1978 مع أسرته التي بيدها مقاليد الأمن والجيش. ويشار إلى أن اليمن يشهد احتقانات سياسية منذ منتصف جويلية 2004 في شكل حروب متعددة مع جماعة الحوثي في الشمال، وزيادة حدة مطالب الجنوبيين بالانفصال عن الدولة المركزية بصنعاء، وزيادة حدة هجمات تنظيم القاعدة في عموم الأراضي اليمنية.