أبدى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الاثنين استعداده للرحيل عن السلطة بعد حكم دام 32 عاما وهذا بعد رفض المعارضة مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل تواصل المظاهرات و الاحتجاجات في عدة مدن البلاد مطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية. و سعيا منه لاحتواء الازمة الحالية في البلاد عرض الرئيس اليمني اليوم على قوى المعارضة تشكيل حكومة وحدة وطنية و تسمية اعضائها خلال ساعات الا ان المعارضة اعلنت رفضها و تمسكت بمطالبها القائمة اساسا على اسقاط النظام. و امام تازم الوضع و احتقان الوضع السياسي في البلاد عبر الرئيس اليمني عن استعداده للرحيل عن السلطة قائل ا"لقد سئمنا السلطة بعد 32 عاما والناس سئمونا لكننا نريد انتقال الحكم بطرق سلمية" . مؤكدا ان التظاهرات والاحتجاجات في المدن اليمنية أثرت على الحركة التجارية والوضع الاقتصادي وخاصة بعد نصب الخيام في الساحات العامة. وفي سياق المساعي الرامية للتغيير و ارساء الامن و الاستقرار في البلاد التقى الرئيس صالح في صنعاء اليوم أعضاء جمعية علماء اليمن و دعاهم الى توعية المجتمع بالمخاطر المترتبة على إثارة الفوضى وأعمال الشغب . موضحا أن قيادة المعارضة ترفض الحوار وتصر على زعزعة الأمن والاستقرار بادعائها الاحتكام للشارع. و حمل الرئيس اليمني العلماء المسؤولية الكاملة إزاء ما يحدث في الساحة اليمنية. مؤكدا التزامه بما يقترحه العلماء من تصورات لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة و مجددا الدعوة للحوار وتحكيم العقل. كما اشار إلى أن ما يحدث في بلاده جزء من أحداث تشهدها المنطقة عموما. وفي المقابل يواصل المحتجون في معظم المحافظات اليمنية الاعتصام في الساحات العامة أشهرها "ساحة الحرية" في جوار جامعة صنعاء وساحة التغيير في مدينة تعز جنوب اليمن للمطالبة برحيل عبد الله صالح الذي يحكم اليمن منذ منتصف جويلية 1978 مع افراد أسرته الذين تولوا مقاليد الأمن والجيش. وقد أدى تزايد أعداد المتظاهرين اليوم أمام ساحة جامعة صنعاء إلى قيام قوات الأمن ومكافحة الشغب بإغلاق الشوارع الرئيسية المؤدية إلى الساحة, ما أدى إلى شل حركة المرور و إغلاق عدد كبير من المحال التجارية تحسبا لوقوع أحداث عنف اخرى. وعلى صعيد متصل جدد حزب المؤتمر الشعبي العام / الحاكم / وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي في اليمن الدعوة لاحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن الى تحكيم العقل وتقديم المصلحة العليا للوطن على كل المصالح الأخرى وذلك بالعودة إلى طاولة الحوار باعتباره الطريقة المثلى لحل المشكلات حفاظا "على روح الأخوة والتسامح وصيانة لكل المكاسب والانجازات الوطنية وفي مقدمتها الوحدة اليمنية الغالية". و اكد الحزب ان المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي "تحمل أحزاب اللقاء المشترك كامل المسؤولية فيما سوف ينتج عن دعوتهم مما قد يرتكب من أعمال الفتنة والتخريب في المظاهرات التي دعوا لها يوم الثلاثاء القادم واهمين بأن ذلك سوف يوصلهم إلى مآربهم وتحقيق مصالحهم التي يستميتون اليوم من أجلها وفق مخططهم الانقلابي ضد دولة الوحدة والامن والاستقرار والشرعية الدستورية. من جهتها دعت اللجنة الشعبية اليمنية للصلح والسلام كافة القوى السياسية على الساحة اليمنية إلى الوقف الفوري للمظاهرات وإنهاء الاعتصامات والبدء في الحوار الوطني دون أية تحفظات أو ملابسات علي أن تشارك فيه كل الأطراف علي الساحة, بما يضمن سلامة اليمن ووحدة أراضيه. يذكر أن اللجنة الشعبية للصلح والسلام تضم في عضويتها عددا كبيرا من شيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية والثقافية الذين يمثلون مختلف محافظات الجمهورية اليمنية. و تاتي دعوات ضبط النفس و الهدوء في إطار الجهود الكبيرة والمكثفة التي يبذلها شيوخ القبائل ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من الفعاليات اليمنية من أجل احتواء تطورات الأوضاع بصنعاء وعدد من مديريات المحافظات اليمنية خاصة الجنوبية,نتيجة تزايد أحداث العنف خلال المظاهرات المؤيدة والمعارضة للنظام الحاكم. (واج)