جاء العدد الجديد من مجلة “الأفق”، التي تصدر باللغة الفرنسية، عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار تحت عنوان “مناضلات في الظل” لتروي سيرة ثماني مجاهدات شاركن في الثورة الجزائرية بانضمامهن إلى منظمة “المالڤ” المكلفة بالجانب الاستخباراتي في الثورة الجزائرية إبّان الاحتلال الفرنسي وقد كان هذا العدد الذي جاء مصادفا لشهر مارس، الذي يحتفي فيه العالم باليوم العالمي للمرأة، كفرصة للتقرب أكثر من هذه السيدات اللواتي اعتبرن إلى جانب غيرهن من المنضوين تحت المنظمة بمثابة عين وأذن الثورة سواء من خلال التقرب من الجزائريين لمعرفة صداها بينهم ومدى تقبلهم لمبادئها واستعدادهم للعمل في إطارها، والأهم من ذلك التحرك باتجاه الجيش الفرنسي من خلال العمل على التنصت على المكالمات التي يجريها والتشويش عليها في بعض الأحيان إذا كان في ذلك خدمة للثورة وسيرورتها. مليكة حجاج، يمينة شلالي رشيدة ميري، عوالي ويسي، خديجة بريكسي سيد، خديجة شلالي، فريدة كاديري وعويشة حاج سليمان كان القاسم المشترك بينهن هو الإيمان بمبادئ الثورة فكانت البداية مع إضراب الطلبة عام 1956 وهو ما حفّز قادة الثورة على تبني رغبتهن في الانضمام للعمل الثوري، وهو ما كان مرفوضا في البداية حسب ما أشارت إليه بعضهن بسبب صغر سنهن. وعليه فقد كان العمل في البداية من خلال التكوين الذي تم في القاعدة الخلفية للثورة المتواجدة في وجدة حيث كانت تقطن بعضهن، فكانت الفرصة لتلقي التكوين العسكري وكذا تعلم مبادئ العمل الاستخباراتي الذي كان على يد عبد الحفيظ بوصوف. كما تضمّن العدد شهادة لمحمد دباح، أحد المنضوين في المنظمة، الذي تحدث عن خطواته الأولى بها والمهام المنوطة بها، كما تحدث عن التضحيات التي بذلها زملاؤه الذين دفعوا حياتهم في سبيل تسهيل العمل الثوري من خلال المعلومات التي نجحوا في الوصول إليها حول ما كان يخطط له الاستعمار الفرنسي لضرب الثورة، وهي الخطوة التي خلقت نوعا من التوازن في المعلومات التي كانت دعما للثورة الجزائرية، هذا إلى جانب مواضيع أخرى لم تبتعد كثيرا عن الموضوع الرئيسي حول العمل الثوري الاستخباراتي وهو الجانب الذي يندر التطرق إليه في الغالب.