تحصي بلدية عاصمة الولاية بالشلف، أزيد من ألف عائلة نازحة منذ سنوات العشرية السوداء نحو المراكز الحضرية الكبرى بعاصمة الولاية، التي تمركزت بها أحياء سكنية فوضوية صعب على السلطات المحلية إيجاد حلول لوضعياتها. تنحدر معظم العائلات النازحة من ولايات عين الدفلى، تسيمسيلت، تيارت وغليزان، وتتركز حاليا بأحياء الإخوة عباد بالجهة الجنوبية لعاصمة الولاية، فضلا عن بعض العائلات المقيمة بالقرب من ضفاف وادي تسيغاوت الذي يقطع المدينة، وما يمثله هذا الوادي من مخاطر تهدد حياة المقيمين بالقرب منه، كما حدث في السنوات السابقة خلال الفيضانات، حيث تتسبب الوادي في وفاة عدد معتبر من العائلات المحاذية له. ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة للعائلات المقيمة في أحياء قصديرية، كحي الإخوة عباد و40 مسكنا بعاصمة الولاية، حيث تغيب شروط العيش الكريم، على غرار شبكات المياه الصالحة للشرب، الصرف الصحي وكذا شبكة الكهرباء التي غالبا ما تكون موصولة بطريقة عشوائية، ما حول الأحياء خلال فصل الشتاء إلى محتشدات معزولة، حيث تغرق في الأوحال ومستنقعات المياه. ويضطر سكان هذه الأحياء إلى جلب المياه الصالحة للشرب من الأحياء القريبة بوسائلهم الخاصة، في ظل عزوف أصحاب الصهاريج عن الدخول إلى هذه الأحياء سواء لصعوبة المسالك أو خوفا من اعتداءات المنحرفين. كما تزداد المعاناة بانعدام شبكة الصرف الصحي، الأمر الذي يجبرهم على استعمال الحفر التقليدية للتخلص من النفايات، ما يشكل خطرا على سلامتهم، كما أن غياب الإنارة العمومية يجعل هذه الأحياء تغرق في الظلام الدامس كلما حل الليل، وهو ما يجعل تنقل هؤلاء السكان بمثابة المغامرة غير المحمودة العواقب في ظل الانتشار الكبير للصوصية والاعتداءات المتكررة على الأفراد والممتلكات. جدير بالذكر أن أصحاب الأراضي الفلاحية استغلوا أزمة السكن للمتاجرة بالعقارات بمبالغ مالية خيالية، الأمر الذي حول الجهة الجنوبية للمدينة إلى تجمع سكاني فوضوي كبير دون تهيئة حضرية أو تخطيط عمراني من الجهات المختصة. للإشارة عرفت الولاية في الفترة السابقة ظاهرة النزوح من المناطق الريفية والنائية، والتي أدت إلى تمركز الكثير من النازحين بالمراكز الحضرية الكبرى للولاية.. إذ تحوز بلدية عاصمة الولاية على الحصة الأكبر بقرابة 1063 بيت هش على مستوى 41 حي، ما يمثل أكثر من 20% من جملة البناءات الهشة المنتشرة عبر بلديات الولاية، حسب آخر إحصاء للوكالة الوطنية لتهيئة الإقليم.