تعيش أكثر من ألف عائلة بالجهة الجنوبية لبلدية الشلف جملة من المشاكل والمتاعب اليومية حتمتها إقبال سكان البلديات النائية بالولاية و سكان بعض الولايات المجاورة كتسمسيلت وتيارت وعين الدفلى بفعل النزوح الريفي نحو المناطق الحضرية بولاية الشلف شكلت هذه الوضعية خطرا يهدد البيئة والمحيط الحضري إضافة إلى مشاكل أخرى إدارية للمنتخبين المحليين خاصة على مستوى بلدية الشلف أين تتجمع العشرات المئات من العائلات بالجهة الجنوبية لمدينة الشلف .حيث خلق مشكل التجمعات السكنية الفوضوية والتي نجمت وتولدت عنها عدة مشاكل منها من تهدد السكان بحد ذاتهم كالمقيمين بالقرب ومحاذاة لوادي تسيغاوت الذي يهدد مئات العائلات بأخطار الفيضانات.كما أن المقيمين بالجهة المرتفعة بحي المصالحة وحي الغاز وحي 40 سكن والتي تضم هذه الأحياء في مجملها أكثر من ألف سكن يعيشون وضع كارثي لا يمكن وصف معاناتهم اليومية التي تلازمهم منذ أكثر من 15 سنة . و هذا في غياب أدنى و أبسط شروط الحياة ، من انعدام مياه الشرب و الصرف الصحي إلى غياب الكهرباء و التهيئة الحضرية ،من طرقات و أرصفة والى ما غير ذلك أما الشيء الأخطر سكناتهم غير اللائقة التي يقطنونها هؤلاء السكان كونها فوضوية و غير منظمة و لا تخضع لأي صفة قانونية . ومن اجل تسليط الضوء و الوقوف عن معاناة هذه الفئة من السكان زارت أخبار اليوم المجمع السكني بحي الغاز وحي المصالحة و اكتشفت حقائق معاناة هؤلاء السكان و الواقع المعيشي المزري لهذه العائلات من متاعب يومية في البحث عن لقمة العيش بالنسبة للآباء إلى جرعة ماء بالنسبة للأطفال و بشتى السبل و مختلف الجهات لجلب المياه العذبة سواء بطرق أبواب سكان المنطقة الحضرية و ما يصاحبها من إذلال من أجل تزويدهم بجرعة ماء تطفئ غليلهم أو تحمل مسافة طويلة للبحث عن شربة ماء و الوقوف في طابور عند حنفية جماعية موجود بالقرب من السكنات الحضرية ومن الوافدين الى الحنفية فقط أصحاب النفس الطويل و الصبر الجميل من يملأ جرته بالماء في ظل الإقبال الواسع للمواطنين حتى من جهات أخرى و هو ما يؤدي إلى تشكيل طابور طويل محفوف بالمشاجرات ،و في ظل هذه الوضعية فلا توجد بدائل أو طرق أخرى للتزود بالماء ، حتى ماء الصهاريج و التي تجلبها الجرارات غائبة كون الطريق المؤدي الى هذا المجمع صعب جدا و دخول الجرارت إليه يعد مغامرة لا تستحق المقامرة خاصة أثناء تساقط الإمطار أين يصعب التنقل حتى بالأرجل .و في غياب الماء و المعاناة المستمرة للسكان في البحث عن ما يطفئ غليلهم إلى انعدام الصرف الصحي و المخاطر الناجمة عن استعمال السكان الخنادق أو المطامير كحل حتمي ، أين تقوم هذه العائلات بتجديد هذه الخنادق كلما اقتضت الضرورة لذلك ، و يعد هذا البديل جد خطير على حياة الأطفال و صحة السكان و حتى الوافدين إليه نظرا للرائحة الكريهة المنبعثة ، أما المشكل الثالث الذي يعيق السكان هو الربط الفوضوي لأسلاك التيار الكهربائي ،حيث يستعمل السكان الكهرباء بربط عشوائي دون وصاية و لا رقابة أمنية في غياب العدادات و الأعمدة الكهربائية و هذا الاستعمال بقدر ما يشكل خطورة على السكان يتسبب أيضا في الانقطاع المتكرر للكهرباء نظرا للضغط الكبير على المحول الرئيسي و العدادات الكهربائية ، كما ان غياب و انعدام الكهرباء العمومية يحول الليل بهذا الحي إلى ظلام دامس و يصعب على أي كان الخروج ليلا ،و يبقى حل هذه المشاكل في المشكلة نفسها وهو السكن الذي يبقى الهاجس الأكبر للسكان و المعادلة الجبرية التي يصعب حلها كون هؤلاء السكان بهذا الحي ينحدرون من مختلف المناطق و الجهات أين قاموا بتشييد سكناتهم الفوضوية و بطرق غير قانونية بهذا المكان الذي لا يبعد عن وسط المدينة أقل من 2 كم دون تدخل أي جهات حسب القاطنين بهذا الحي لمنعهم من تشييد هذه البيوت الهشة الفوضوية التي لا تخضع إلى أي مقاييس ومنها تطور الأمر حاليا و أضحى أكثر خطورة بعدما ارتفع عدد السكان إلى أزيد من ألف سكن .حيث يطالب هؤلاء السكان حاليا من السلطات المحلية بالبحث عن حلول لإحتواء المشكل ومعالجة انشغالاتهم