عبرت الصين عن معارضتها للضربات الجوية التي تشنها قوات غربية على أهداف عسكرية تابعة للعقيد معمر القذافي، وقالت المتحدثة باسم الخارجية جيانغ يو “الصين لا توافق على استخدام القوة في العلاقات الدولية”. جاء ذلك متزامنا مع اتخاذ السلطات الصينية إجراءات أمنية مشددة أمام المتاجر الكبرى والشوارع الرئيسية تحسبا لاحتجاجات شبابية مرتقبة ضد الحكومة يطلق عليها “تجمع الياسمين”. وأكدت المتحدثة في بيان أمس أن بكين تتأسف لتلك الهجمات، مشددة على ضرورة أن تلتزم جميع الدول باحترام “سيادة واستقلال ووحدة أراضي ليبيا” وفقا لمبادئ الأممالمتحدة. وكان رئيس مؤسسة النفط الليبية قد أعلن في وقت سابق أن بلاده تدرس حصر توقيع عقود النفط مع كل من الصين والهند ودول أخرى جديدة بعد انتهاء الأزمة على حد تعبيره. وأبرزت المتحدثة الصينية أن بلادها “تأمل في استعادة الاستقرار في ليبيا بأقصى سرعة لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين بسبب التصعيد العسكري”. ونقلت رويترز عن صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني اليوم تأكيدها أن الهجمات على قوات القذافي هي “خرق سافر للقانون الدولي”. وحذرت الصحيفة من تكرار سيناريو العراق بليبيا، وقالت إن ما جرى في بلاد الرافدين خلال ثماني سنوات بعد الغزو عام 2003 أنتج حماما من الدماء ومعاناة لا توصف للعراقيين. وقالت أيضا إن المسارعة إلى استعمال القوة في معالجة الأزمات الدولية تسهل خرق ميثاق الأممالمتحدة والقوانين المنظمة للعلاقات الدولية. وبرغم تعبير الصين عن معارضتها للهجمات ضد ليبيا فإنها لم تستعمل حق النقض (فيتو) داخل مجلس الأمن الدولي أثناء التصويت على قرار فرض الحظر الجوي فوق ليبيا.