بدأت دول غربية، حشد قواتها العسكرية بعد ساعات من إعلان مجلس الأمن التصويت على قرار فرض حظر جوي ضد الزعيم الليبي معمر القذافي، واعربت أمس كل من فرنسا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا وبلجيكا، عن رغبتها في المشاركة بعملية عسكرية دولية ضد نظام القذافي لحماية الشعب الليبي. وأكدت مصادر أن الغارات الجوية ستنطلق من قواعد عسكرية في كورسيكا وصقلية، حيث توجد قاعدة للحلف الأطلسي. وتهدف الضربات إلى تعطيل قدرات الجيش الليبي واستهداف مخازن السلاح، وذكرت أن المطارات الحربية الليبية ستكون ضمن أهداف الضربات الجوية، ومن المحتمل شن حرب إلكترونية لشل حركة الطيران الليبي، وقد أغلقت ليبيا مجالها الجوي أمام أي حركة الملاحة حتى إشعار آخر، على ما أعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحركة الجوية «يوروكونترول«. من جهته أكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان خلال حديثه صباح أمس لراديو «أر.تي.آل« الفرنسية، إنه سيتم توجيه ضربات جوية خلال الساعات القادمة لليبيا، غير أنه لم يحدد التوقيت الفعلي أو كيفية توجيه هذه الضربات أو ضد أية أهداف. وأوضح باروان أن هذه الضربات الجوية لا تشكل احتلالا للأراضى الليبية، ولكنها عمليات عسكرية تهدف إلى حماية السكان الليبيين، وتتيح لهم التمكن من الحصول على الحرية التي يتطلعون إليها ، وهو ما يتطلب إسقاط نظام معمر القذافى. وأضاف المتحدث أن فرنسا التي كانت في طليعة القوى التي ساهمت في استصدار قرار مجلس الأمن الدولى، ستساهم وتشارك بطبيعة الحال في عملية التدخل العسكرى في ليبيا. في نفس الصدد كشف ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني أمس الجمعة إن بريطانيا توشك في البدء في عملية تحريك طائرات مقاتلة الى قواعد يمكن أن تنطلق منها للمشاركة في فرض حظر جوي على ليبيا، وصرح كاميرون بأن المجتمع الدولي سيحدد قريبا ما ينتظره من الزعيم الليبي معمر القذافي وكان قد أعلن أن القوات البريطانية ستنضم الى العملية التي ترعاها الاممالمتحدة اذا لم يوقف القذافي الهجمات على المدنيين، وقال كاميرون للبرلمان «بريطانيا ستنشر طائرات تورنادو وتايفون وأيضا طائرات تزويد بالوقود في الجو وطائرات مراقبة، وترتيبات نشر هذه الطائرات بدأت بالفعل وخلال الساعات القليلة القادمة ستتحرك الى قواعد جوية يمكن ان تبدأ منها التحرك اللازم. من جهته أكد الوزير الدفاع الايطالي ايجنازيو لا روسا يوم أمس أن ايطاليا مستعدة للمشاركة بالكامل في عملية عسكرية ضد ليبيا بعد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقال في اجتماع لمجلس الشيوخ «بعض الدول الصديقة لا سيما فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وكذلك دول عربية تعمل في العلن لتشكيل هذا التحالف... الذي سننضم إليه دون تحفظ، وأضاف أن ايطاليا قادرة على تحييد أجهزة الرادار الليبية وان نابولي يمكن أن تصبح مركز تنسيق لأي عمليات جوية وبحرية. وقال أن هناك سبع قواعد يمكن أن تكون مناسبة للعملية وان الحلفاء طلبوا استخدام عدد منها. من جهتها أعلنت إسبانيا عن استعدادها لتقديم قاعدتين عسكريتين لخدمة العملية العسكرية المحتملة ضد ليبيا، وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون إن مسؤولية بلادها تتمثل في الوقوف إلى جانب الشعب الليبي. كما أعربت بلجيكا عن رغبتها في المشاركة بعملية عسكرية دولية ضد ليبيا وخصصت ست طائرات مقاتلة من طراز «ف 16« وسفينة حربية واحدة لهذا الغرض، وقال اوليفيه شاستيل، الوزير البلجيكي للتعاون الأوروبي إن حكومة بلاده قررت الانضمام إلى القوات العسكرية للناتو، موضحا أن ست طائرات من طراز «ف 16» تابعة لسلاح الجو البلجيكي مرابطة في اليونان وسفينة حربية متواجدة في البحر المتوسط. وكان مجلس الأمن تبنى ليلة أمس الأول ، قراراً ينص على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين الليبيين من الهجمات التي يشنها العقيد معمر القذافي لسحق المتمردين على حكمه الممتد منذ 42 سنة، وأيد القرار رقم 1973، الذي ينص على فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، عشرة أعضاء، بينما امتنعت روسيا والصين والمانيا والهند والبرازيل عن التصويت. اسلام.ف