عبرت العديد من الدول والمنظمات الاقليمية عن رفضها لاي تدخل عسكري في ليبيا وذلك في ظل تحركات عسكرية امريكية كبيرة قبالة السواحل الليبية وتهديدات باستخدام القوة العسكرية كخيار للاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وقد عبرت جامعة الدول العربية عن رفضها لاي تدخل عسكري في ليبيا جاء ذلك في مشروع قرار صادر عن المندوبين الدائمين رفع الى اجتماع وزارء الخارجية يوم الاربعاء. وقال نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان مشروع القراريتضمن فى الوقت نفسه التأكيد على وحدة وسلامة التراب الليبى والاسراع فى تقديم المساعدات للشعب الليبى والترحيب بها مع تشكيل لجنة لتقصى الحقائق. كما عبرت منظمة المؤتمر الاسلامي من جهتها عن "رفضها القاطع" لأي تدخل عسكري محتمل في ليبيا مؤكدة على ضرورة استنفاذ كافة الاحتمالات المتاحة لمعالجة الوضع هناك دون اللجوء الى العنف. وطالب الأمين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلو امس امام الجلسة رفيعة المستوى لمجلس حقوق الانسان بجنيف المجتمع الدولي وقادة بعض دول العالم الاسلامي التي تشهد احداثا في الآونة الاخيرة بضرورة التعامل مع تلك الأحداث بالصبر والحكمة ووضع رؤية مستقبلية. ومن جانبها عبرت الصين عن قلقها من تلويح الغرب بالاقدام على عمل عسكري أو فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا لحماية الليبيين من هجمات من القوات التابعة لمعمر القذافي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية "لقد علمنا بذلك ونوليه اهتماما وثيقا" مضيفة أن الصين تولي "اهتماما كبيرا لما يحدث في ليبيا. ونأمل أن تستعيد الاستقرار في أقرب وقت ممكن وأن تحل مشاكلها". ومن جهتها حذرت ايران الدول الغرببية من اي تدخل عسكري في ليبيا وقالت انه لا يجب على دول الغرب ان تستغل الحركة الشعبية في ليبيا لتحول تلك الدولة الى قاعدة عسكرية. وقال متحدث باسم الخارجية الايراينية ان ايران "تدين" اي نوع من العنف ضد الشعب من جانب الحكومة الليبية لكن "مثل هذه القضايا لا يجب ان تكون ذريعة للتدخل العسكري من جانب دول اخرى. ويلقى رفض التدخل العسكري الاجنبي في ليبيا صدى لدى "زعماء الثورة" داخل ليبيا حيث شدد رئيس المجلس الوطني المؤقت في مدينة بنغازي مصطفى عبد الجليل وزيرالعدل الليبي السابق على رفض أي تدخل عسكري أجنبي في بلاده. وقال عبد الجليل الذي كان أول وزير يعلن استقالته من نظام القذافي بعد اندلاع التظاهرات المطالبة بالتغيير "إن أي تدخل سيواجه بقوة أكبر من القوة التي نستخدمها ضد القذافي". ولكن المناهضين للعقيد القذافي لم يوضحوا اذا كان الرفض يتعلق باي تدخل عسكري على الارض او يشمل كل عمل عسكري اخر مثل القيام بغارات محدودة في المكان والزمان . وكانت صحف أمريكية قد اشارت يوم الاربعاء أن "الثوار فى ليبيا طالبوا المجتمع الدولى بمساعدة عسكرية للإطاحة بالعقيد معمر القذافى". ونسبت "واشنطن بوست" لاعضاء بلجان ادارة المدن الشرقية من البلاد قولهم "نريد ضربات عسكرية قوية تستهدف ميليشيا القذافى وأن تنهى هذا الوضع بسرعة وسهولة وعدم إراقة دماء كثير من الليبيين الأبرياء أكثر من ذلك". وبدورها نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مصادر مجلس زعماء المعارضة الليبية الذي يضم محامين وأكاديميين وقضاة وبعض الشخصيات المهمة الأخرى قولها إن زعماء الثوار فى ليبيا سيبحثون اليوم ما إذا كانوا سيطلبون شن غارات جوية من الغرب ضد القذافى تحت لواء الأممالمتحدة . ونسبت الصحيفة الى المتحدث باسم المجلس عبدالحفيظ خوجا انه "إذا كانت تلك الهجمات الجوية بمساعدة الأممالمتحدة فهى لا تعتبر تدخلا أجنبيا" لافتا إلى أن أى نداءات بتدخل عسكرى أجنبى للمساعدة يحمل فى طياته خطرا كبير. وعلى صعيد اخر لم يستبعد الكاتب العام للجنة الشعبية العامة الليبية (وزارة الخارجية) خالد كعيم قيام واشطن بتدخل عسكري في ليبيا بدون استشارة مجلس الامن على غرار تدخلها في العراق. وكانت الولاياتالمتحدةالامريكية قد نشرت مزيدا من القطع البحرية قرب السواحل الليبية منهما السفينتان /كيرسارج/ و/بونسي/ وذلك ضمن خطة وزارة الدفاع لاحتمال تدخل عسكري في ليبيا. واكد مسؤول عسكري امريكي اعادة نشر أن حاملة الطائرات /يو إس إس إنتربرايز/ وسفينة الهجوم البرمائية /يو إس إس كيرسارج/ استعدادا لنفس الغرض. كما وضعت القواعد الأمريكية وقواعد حلف الأطلسي في ايطاليا على اهبة الاستعداد لإطلاق أي عمل محتمل ضد ليبيا, بما فيها قاعدة الأسطول الأمريكي السادس في نابولي. وكان القادة الأمريكيون والأوروبيون قد بحثوا يوم الاثنين في جنيف على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خيارات وضع حد لنظام العقيد معمر القذافي ووقف العنف في البلاد. وفي هذا الاطار لم يستبعد مايكل مان, المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون, وجود تخطيط أوروبي للقيام بعمل عسكري ضد ليبيا . وقال ان هذا الأمر يظل مرهونا بتطورات الوضع على الأرض,"حتى الآن, لا نقاش بشأن تدخل عسكري, إلا أن الفكرة تبقى مطروحة ضمن العديد من الاحتمالات الواجب اتخاذها ضد القذافي حسب ما يقتضيه الوضع المتطور والمتسارع". غير ان هناك العديد من التحذيرات من خطورة مثل هذا العمل على "اجهاض المد الديمقراطي" حسب تعبير رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف. فقد حذر هذا المسؤول الروسي من أن اي تدخل عسكري اميركي في ليبيا قد يؤدي لتطورالأوضاع هناك حسب السيناريو العراقي وسيقضي على الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مهدها. ومن جهتها اعتبرت صحيفة "دي غارديان" البريطانية ان التدخل العسكري في ليبيا لن يكون دون مخاطر. وأكدت الصحيفة ان التجربة أثبتت وخاصة في العراق وأفغانستان بانه من الصعب جدا السيطرة على تطور الأحداث إذا ما تم تنفيذ عمل عسكري في المنطقة. وتساءلت الصحيفة عن ما وارء التهديدات ضد القذافي هل هولحماية الليبيين ضد القمع ام هي محاولة لتأمين الاستثمارات الغربية وحقول النفط في الصحراء الليبية.