لم تُجد احتجاجات سكان حي سي إدريس، الواقع غرب مدينة حاسي ماماش بولاية مستغانم، في لفت انتباه السلطات المحلية إلى معاناتهم، بالنظر إلى افتقار الحي لأدنى أساسيات الحياة الكريمة، فلا طريق معبّدة ولا قنوات صرف المياه ولا غاز المدينة، ما جعلهم يستغيثون بوالي ولاية مستغانم لانتشال أبنائهم من الضياع على حد وصفهم، بعد 30 سنة من إنشاء الحي على بعد مئات الأمتار من المدخل الجنوبي لمدينة مستغانم. تعيش قرابة 100 عائلة في حي سي إدريس التابع لبلدية حاسي ماماش في ظروف مأساوية زادها تعقيدا تجاهل السلطات المحلية لعدة عقود، فيما ينتظر السكان رد والي الولاية على رسالتهم التي أودعوها قبل 5 أشهر، تحصلت “الفجر” على نسخة منها، تلخص مجمل مشاكل الحي الذي وصف بالافتقار إلى أبسط الظروف التي تحفظ كرامة الإنسان. وحسب رئيس جمعية الحي، فإن تقاعس الإدارة في التكفل بمشاكل الحي زادها تعقيدا، حيث لا تزال مطالب السكان الملحة تقابل في الغالب ببرودة، فقنوات صرف المياه سواء مياه الأمطار أو المياه القذرة غير متوفرة، ما جعل الحي يغرق في الأوحال إلى درجة تمنع الأطفال من الالتحاق بمدارسهم، إلى جانب عرقلة السير ومنع دخول المارة والسيارات. ويتفاقم المشكل في فصل الصيف حين تكثر الطفيليات المعدية وتنتشر الأمراض وتتكاثر الحشرات الضارة، فيما ردّت مديرية الري بصعوبة ربط قنوات الصرف بالقناة الرئيسية الواقعة على بعد مئات الأمتار فقط، لانخفاض مستوى الحي مقارنة بالقناة. كما طالبت الإدارة سكان الحي انتظار تدشين حوض يجري إنشاؤه، حيث يمكن ربط القنوات الجديدة به، أما عدم تعبيد الطريق الرئيسية التي لا يتعدى طولها 400 متر، فقد عزي إلى ضخامة المشروع الذي لا يتعدى 1.8 مليار سنتيم، والذي يعتبر حسب السلطات المحلية مشروعا قطاعيا يتعدى مسؤولية البلدية حتى ولو بقي السكان في عزلة لمدة 30 سنة، فيما تتحجّج مصالح شركة توزيع الكهرباء والغاز بعدم وجود قنوات الصرف الصحي التي تعتبر ضرورية للشروع في ربط الحي بغاز المدينة، بعد شكاوى السكان خصوصا لوجود قناة غاز قريبة، ما أدخل الحي في دوامة من البيروقراطية لا مخرج منها، إلا بتدخل والي الولاية، حسب محدثنا، الذي أكد أن أول مراسلة إلى مكتب الوالي بالخصوص كانت في 25 أكتوبر 2010 وأتبعت برسالة أخرى في 06 ديسمبر 2010، ولا تزال المراسلتان دون رد إلى حد الساعة. ولمسنا عن قرب معاناة السكان وإحساسهم بالتهميش، حيث طالبوا والي الولاية بالتدخل العاجل حتى لا يعاني أبناؤهم كما عانوا لمدة ثلاثة عقود، وعلى بعد أقل من كيلومتر من المدخل الجنوبي لمدينة مستغانم؛ فيما أكد عدد منهم أن حي سي إدريس يوقع إلى جانب أحياء دبدابة ودوار الجديد صورة سوداوية عن مدينة مستغانم قبل دخولها باجتياز الطريق الوطني رقم 23.