استنكر سكان مدينة حاسي ماماش بولاية مستغانم، سوء اختيار مكان المذبح البلدي الذي أبعد مرتين في أقل من 20 سنة بعد توسع المحيط العمراني للمدينة، ما سبب ضياع ملايين الدينارات سدى، فيما توجب على السلطات المعنية حسبهم استشراف حدود الوعاء العقاري قبل الإقدام على تغيير مكان المذبح الذي يطالبون بإبعاده للمرة الثالثة استجابت السلطات المحلية إلى طلب السكان لتغيير مكان المذبح البلدي الذي كان يتوسط مدينة حاسي ماماش، بعد احتجاجهم على انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة قبل أكثر من 15 سنة، إلا أن المكان الجديد الذي يبعد مئات الأمتار أحيط بعد سنوات قليلة بسكنات جديدة، وهي نتيجة حتمية للتوسع الطبيعي للمدينة، ثم عادت احتجاجات السكان من جديد لترغم السلطات المحلية على تغيير مكان المذبح البلدي وإبعاده للمرة الثانية قبل سنوات قليلة. إلا أن مشاريع التوسع العمراني كحي 108 مسكن جعلت من المذبح البلدي الجديد في محيط السكنات، زيادة على المشاريع السكنية الجديدة التي لم يكتمل إنجازها والتي تقع بمحاذاته، ما جعل من تغيير مكان المذبح البلدي حلقة مفرغة تضيع معها أموال عمومية، خصوصا بعد إصرار العديد من سكان حي 108 مسكن، والتي أنجزت في إطار السكنات التساهمية، على طلب تغيير مكان المذبح البلدي، مؤكدين ل “الفجر” أن معظم السكان يجتنبون فتح نوافذ منازلهم لتفادي الروائح الكريهة والحشرات كالباعوض والذباب، فيما تنتشر الحيوانات الضالة بالمكان والتي تشكل خطرا على أطفالهم. وفي سياق متصل، طالب السكان من السلطات المعنية بضرورة تحديد الوعاء العقاري الاحتياطي لمدينة حاسي ماماش، قبل إبعاد المذبح البلدي، حتى لا يصبح مكانه محاطا بسكنات جديدة بعد سنوات بفعل توسع المحيط العمراني للمدينة، ولاجتناب تبذير المال العام بدليل وجود تجربتين مماثلتين في أقل من 20 سنة. يذكر أن الجانب البيئي في مدينة حاسي ماماش يدعو للقلق لوجود مفرغة عمومية على بعد 2 كلم عن المدينة، أصبحت مع مرور الزمن قبلة لبعض الشباب الذين يحاولون البحث عمّا يمكن بيعه داخل أكوام النفايات، دون احتساب الأخطار المحدقة بصحتهم، فيما تنشر الرياح الدخان الكثيف الناتج عن عمليات حرق النفايات داخل المفرغة، والأخطر من ذلك، وجودها داخل أراض زراعية خصبة من شأنها تلويث المياه الجوفية التي تسقى بها.