مصالح الأمن تحجز أكثر من 20 ألف تذكرة مزورة بعنابة لا يزال الجمهور يتوافد على ملعب 19 ماي بعنابة على أمل الحصول على التذاكر التي شكلت هاجسا للجميع. فقد تنقل صبيحة أمس الجمعة قرابة 5 آلاف مناصر من الباحثين عن تذاكر الدخول لمتابعة المباراة الهامة للمنتخب الوطني ضد نظيره المغربي، رغم أن إدارة المركب كانت قد أكدت على لسان مسؤولها الأول حمدي لعشيشي نفاد التذاكر عن آخرها في حدود الساعة الثالثة من ظهيرة الأربعاء الماضي، أي أن كل التذاكر قد بيعت في ظرف زمني لا يتجاوز الخمس ساعات، ولو أن الأوضاع تعرف دوما تسجيل بعض الأحداث، لأن إشاعات كثيرة راجت في الشارع العنابي مفادها تخزين “كوطة 20 ألف تذكرة من أجل بيعها سويعات قليلة قبل موعد المقابلة، وتخصص أساسا للمناصرين القادمين من ولايات وسط وغرب البلاد. هي الأخبار التي فندتها إدارة الملعب جملة وتفصيلا، وكانت السبب الرئيسي في تواصل التوافد الجماهيري على الملعب، وتشكيل طوابير طويلة أمام البوابة الرئيسية، مادامت الشبابيك تبقى مغلقة، وحلم الحصول على تذكرة يتبدد مع اقتراب موعد اللقاء، لأن التذاكر ليست في المتناول ولم تكن من نصيب إلا من استطاع إليها سبيلا. هذا وقد عرف أمس الأول تجدد أعمال العنف والشغب في محيط الملعب، لأن اشتباكات اندلعت بين المناصرين، بعد التأكد من عدم طرح أية تذكرة للبيع، حيث انتظر نحو 4 آلاف مشجع لمدة ساعتين، قبل أن تنزلق الأمور عقب إقدام العشرات منهم على محاولة كسر البوابات الخارجية للملعب، مع تسجيل اعتداءات باستعمال الأسلحة البيضاء من سيوف وسكاكين، استهدفت مناصرين قدموا من ولايات مجاورة، الأمر الذي جعل وحدات التدخل السريع وفرق مكافحة الشغب التابعة للدرك والأمن الوطني تعلن حالة طوارئ قصوى لردع المشاغبين، وإحباط محاولة تكرار “سيناريو” الاعتداءات التي وقعت في اليوم الأول من عملية بيع التذاكر، ما أدى إلى حدوث عمليات رشق بالحجارة استهدفت أعوان الأمن، وكانت حصيلة ذلك حسب مصالح الحماية المدنية 14 جريحا من بينهم خمسة أعوان أمن نقلوا إلى مستشفى ابن رشد الجامعي، في الوقت الذي تمكنت الفرق الأمنية من التحكم كلية في الوضع وتفريق المحتجين في حدود منتصف النهار. إلى ذلك فقد أكد مدير ملعب 19 ماي، حمدي لعشيشي، أن فرضية طبع كمية جديدة من التذاكر لطرحها للبيع يوم المقابلة غير واردة إطلاقا، والقوانين التنظيمية المتبعة في مثل هذه المواعيد تحدد نسبة 80 بالمئة من طاقة استيعاب الملعب كعدد للأنصار الواجب تواجدهم في المدرجات، وملعب عنابة تقدر طاقته الرسمية ب58800 متفرج، وقد تم طبع 51000 تذكرة دخول، منها 45000 تم بيعها بشبابيك المركب لأنصار المنتخب الوطني، و3000 آلاف تم تخصيصها للمناصرين المغاربة، في حين شكلت الكمية المتبقية حصة الدعوات الرسمية التي تكفلت الفاف بتوزيعها على ضيوفها، ما يعني، حسبه، أن إدارة الملعب طوت نهائيا قضية بيع التذاكر. بالموازاة مع ذلك، ومن خلال الجولة التي قمنا بها بشوارع مدينة “بونة”، وقفنا على حقيقة الأمور، لأن العديد من الشبان يحملون في أيديهم كميات معتبرة من التذاكر، ويعرضونها للبيع في السوق السوداء بأسعار خيالية، وقد اقتربنا من أحد الباعة بشارع “ڤومبيطا “ وطلبنا منه مساعدتنا لاقتناء تذكرة، فكان رده على النحو التالي: “لا يمكنني بيع التذكرة بأقل من 2000 دج لأنني اشتريتها جملة بسعر 1500 دج، وأنا أبحث عن هامش ربح في هذه المناسبة، وأنصحكم بشراء التذكرة في الحين لأن سعرها سيتضاعف مع اقتراب موعد المقابلة”. واللافت للانتباه في الشارع العنابي هو أن كثرة “البزناسة” وطرح كمية معتبرة من التذاكر في السوق السوداء، انعكس بصورة مباشرة على السعر، لأن هؤلاء التجار أصبحوا يخشون تكدس كمية من التذاكر بحوزتهم، ما جعلهم يقررون خفض أسعارها نسبيا مقارنة بما كانت عليه ظهيرة الأربعاء، حيث كانت المئات من التذاكر قد بيعت بسعر 3000 دج، رغم أنهم يترقبون وصول حشود غفيرة من الأنصار الذين سيحطون رحالهم بعنابة مساء السبت أو صبيحة الأحد، ولو أن كل بائع يسارع إلى التحذير من التذاكر المزورة. باسم زغدي عقب أمر والي عنابة بفتح تحقيق في الأحداث التي شهدها ملعب 19 ماي مصالح الأمن تحجز أكثر من 20 ألف تذكرة مزورة بعنابة أكدت مصادر أمنية ل”الفجر” أن مصالح الاستعلامات العامة للشرطة لولاية عنابة، قامت صبيحة أمس بحجز أكثر من 20 ألف تذكرة خاصة بلقاء الجزائر والمغرب، المزمع إجراؤها غدا، وتبين خلال أطوار التحقيق أن هذه التذاكر طبعت بمطبعة تابعة لأحد الخواص ينشط بولاية عنابة. ولا يزال لحد الساعة التحقيق الأمني متواصلا لكشف ملابسات هذه القضية، خاصة وأن تذاكر الدخول للملعب، والتي تشرف على إعدادها وطباعتها مديرية الشباب والرياضة، تخضع لمقاييس وإجراءات قانونية صارمة، تحول دون تدخل أطراف أخرى غير مرخص لها في هذه العملية. وبالنظر لأهمية التحقيق الجاري، تكتمت مصالح الأمن حول مكان تواجد المطبعة وهوية الأشخاص المتورطين في هذه العملية، لغاية الانتهاء من التحريات التي باشرتها المصالح الأمنية بأمر من والي الولاية، عقب الأحداث المأساوية الدامية التي شهدها ملعب 19 ماي لعنابة، نهاية الأسبوع الفارط، إثر نشوب حرب حقيقية حول شبابيك بيع تذاكر المقابلة، وقعت خلالها مشادات وعراكات بين مجموعات من الأنصار وعصابات أخرى مجهولة بالسيوف والأسلحة البيضاء، الأمر الذي أدى إلى تدخل مصالح الأمن لفرض الأمن والنظام، وأصيب خلال الأحداث ما لا يقل عن 60 شخصا بجروح متفاوتة، من بينهم عدد من عناصر مصالح الأمن، ما دفع بوالي لولاية إلى الأمر بفتح تحقيق أمني في القضية، والذي ترجح مصادرنا أن يشمل بعض الأطراف النافذة والمسؤولة على المستوى المحلي، لمعرفة مصدر هذه التذاكر وصاحب المطبعة، وكذا الأطراف المتورطة في القضية.