تواصل تدفق المناصرين على الملعب رغم نفاذ الكمية عن آخرها في ظرف 7 ساعات إصابة 14 شخصا من بينهم 5 أعوان أمن في إشتباكات جديدة شهد ملعب 19 ماي بعنابة صبيحة أمس الجمعة توافد نحو 3 آلاف مناصر من الباحثين عن تذاكر الدخول لمتابعة المباراة الهامة للمنتخب الوطني ضد نظيره المغربي، رغم أن إدارة المركب كانت قد أكدت على لسان مسؤولها الأول حمدي لعشيشي نفاذ التذاكر عن آخرها في حدود الساعة الثالثة من ظهيرة الأربعاء الماضي، أي أن كل التذاكر قد بيعت في ظرف زمني لا يتجاوز السبع ساعات، و لو أن الأوضاع تعرف دوما تسجيل بعض الأحداث، لأن إشاعات كثيرة راجت في الشارع العنابي مفادها تخزين " كوطة " 20 ألف تذكرة من أجل بيعها سويعات قليلة قبل موعد المقابلة، و تخصص أساسا للمناصرين القادمين من ولايات وسط و غرب البلاد، و هي الأخبار التي فندتها إدارة الملعب جملة و تفصيلا، و كانت السبب الرئيسي في تواصل التوافد الجماهيري على الملعب، و تشكيل طوابير طويلة أمام البوابة الرئيسية، مادامت الشبابيك تبقى مغلقة، و حلم الحصول على تذكرة يتبدد مع إقتراب موعد اللقاء، لأن التذاكر ليست في المتناول و لم تكن من نصيب إلا من إستطاع إليها سبيلا. هذا و قد عرف يوم الخميس تجدد أعمال العنف والشغب في محيط الملعب، لأن إشتباكات إندلعت بين المناصرين، بعد التأكد من عدم طرح أية تذكرة للبيع، حيث إنتظر نحو 4 آلاف مشجع لمدة ساعتين قبل أن تنزلق الأمور عقب إقدام العشرات منهم على محاولة كسر البوابات الخارجية للملعب، مع تسجيل إعتداءات بإستعمال الأسلحة البيضاء من سيوف و سكاكين إستهدفت مناصرين قدموا من ولايات مجاورة، الأمر الذي جعل وحدات التدخل السريع، و فرق مكافحة الشغب التابعة للدرك و الأمن الوطني تعلن حالة طوارئ قصوى لردع المشاغبين، وإحباط محاولة تكرار " سيناريو " الإعتداءات التي وقعت في اليوم الأول من عملية بيع التذاكر، مما أدى إلى حدوث عمليات رشق بالحجارة إستهدفت أعوان الأمن، و كانت حصيلة ذلك حسب مصالح الحماية المدنية 14 جريحا من بينهم خمسة أعوان أمن نقلوا إلى مستشفى إبن رشد الجامعي، في الوقت الذي تمكنت فيه الفرق الأمنية من التحكم كلية في الوضع، وتفريق المحتجين في حدود منتصف النهار. مدير الملعب: طرح " كوطة " جديدة من التذاكر للبيع هذا الأحد إشاعة إلى ذلك فقد أكد مدير ملعب 19 ماي حمدي لعشيشي للنصر أن فرضية طبع كمية جديدة من التذاكر لطرحها للبيع يوم المقابلة غير واردة إطلاقا، و القوانين التنظيمية المتبعة في مثل هذه المواعيد تحدد نسبة 80 بالمئة من طاقة إستيعاب الملعب كعدد للأنصار الواجب تواجدهم في المدرجات، وملعب عنابة تقدر طاقته الرسمية ب 58800 متفرج، و قد تم طبع 51000 تذكرة دخول، منها 45000 تم بيعها بشبابيك المركب لأنصار المنتخب الوطني، و 3000 آلاف تم تخصيصها للمناصرين المغاربة، في حين شكلت الكمية المتبقية حصة الدعوات الرسمية التي تكفلت الفاف بتوزيعها على ضيوفها، مما يعني حسبه بأن إدارة الملعب طوت نهائيا قضية بيع التذاكر. تراجع سعر التذكرة في السوق السوداء إلى 2000 دج بعنابة بالموازاة مع ذلك، ومن خلال الجولة التي قمنا بها بشوارع مدينة " بونة " وقفنا على حقيقة الأمور، لأن العديد من الشبان يحملون في أيديهم كميات معتبرة من التذاكر، و يعرضونها للبيع في السوق السوداء بأسعار خيالية، وقد إقتربنا من أحد الباعة بشارع " قومبيطا " و طلبنا منه مساعدتنا لإقتناء تذكرة فكان رده على النحو التالي: " لا يمكنني بيع التذكرة بأقل من 2000 دج لأنني اشتريتها "جملة " بسعر 1500 دج، و أنا أبحث عن هامش ربح في هذه المناسبة، وأنصحكم بشراء التذكرة في الحين لأن سعرها سيتضاعف مع إقتراب موعد المقابلة ". و الملفت للإنتباه في الشارع العنابي هو أن كثرة " البزناسة " و طرح كمية معتبرة من التذاكر في السوق السوداء، إنعكس بصورة مباشرة على السعر، لأن هؤلاء التجار أصبحوا يخشون تكدس كمية من التذاكر بحوزتهم، مما جعلهم يقررون خفض أسعارها نسبيا مقارنة بما كانت عليه ظهيرة الأربعاء، حيث كانت المئات من التذاكر قد بيعت بسعر 3000 دج، رغم أنهم يترقبون وصول حشود غفيرة من الأنصار الذين سيحطون رحالهم بعنابة مساء السبت أو صبيحة الأحد، و لو أن كل بائع يسارع إلى التحذير من التذاكر المزورة. أحداث " الأربعاء " تلقي بظلالها على الإقٌبال الجماهيري من الولايات المجاورة من الجهة المقابلة، فقد قمنا بجولة خفيفة في شوارع مدينة قالمة للوقوف على درجة " حمى " التذاكر، خاصة و أن هذه المدينة لا تبعد سوى بنحو 60 كلم عن " بونة "، لكن ما وقفنا عليه يجسد تراجع الآلاف من المناصرين على التنقل إلى ملعب 19 ماي سهرة الأحد لمتابعة المباراة من على المدرجات، والإكتفاء بمشاهدتها عبر الشاشة الصغيرة، لأن أحداث الأربعاء ألقت بظلالها على حماس المناصرين، خوفا من وقوع إعتداءات خارج الملعب بعد نهاية المقابلة، في ظل تواجد جماعات الأشرار بمحيط الأحياء السكنية المجاورة لملعب 19 ماي، خاصة بوخضرة، بيداري و جبانة اليهود، لأن هذه العصابات تستعمل أسلحة بيضاء لتهديد المناصرين، و هي أمور تسببت في تراجع أسعار التذاكر بشكل ملفت للإنتباه بولاية قالمة، حيث أن التذاكر المعروضة للبيع في السوق الموازية تباع ب 1200 دج، مما جعل بعض " البزناسة " بهذه المدينة يتنقلون إلى عنابة لعرض التذاكر بحثا عن هامش ربح أكبر.