يرى خبراء أن الأوضاع في اليمن تميل بسرعة لصالح المتظاهرين، الذين تمكنوا خلال شهرين من الإصرار الممزوج بالتضحيات بالأرواح، من إرغام على عبد الله صالح على إعادة النظر في حساباته السياسية، والالتفات إلى ما تبقى له من عمر في حياته كرئيس لليمن التي حكمها لمدة 33 سنة “الزنداني والإخوان هم من يقود ثورة التغيير في اليمن” ويبدو أن صالح يود الخروج من الرئاسة بطريقة تضمن له عدم الملاحقة القانونية على جرائمه التي كانت آخرها “الجمعة الدامية” في ساحة التغيير وسط العاصمة اليمنية صنعاء. ويصف معارضون عبد الله صالح محاولاته إقناعهم بأنه يخشى على اليمن من “الأيادي غير السلمية” بالمراوغة، من جهته لا يزال نظام صالح يشدد على نظرية “الأيادي غير السلمية “. وفي آخر تصريح لوزير الخارجية اليمني، أبوبكر القربي، أوضح أن الإطار الزمني لانتقال السلطة في اليمن يمكن التفاوض عليه. مشيرا إلى أن الرئيس علي عبدالله صالح مستعد للبحث في جميع الخيارات بشأن انتقال السلطة. واعتبر عدد من معارضي الرئيس اليمني ل “الفجر”، أن اليمن يمر بمرحلة فارقة في تاريخه الحديث، واصفين التغيير في اليمن بالجذري الذي سينقل اليمن بمرحلة الدولة البوليسية ودولة الفساد والقمع إلى دولة ديمقراطية خالية من كل أنواع الظلم، على حد قولهم. وأوضح المعارض والناشط اليميني محمد قحطان أن هناك تيارا إسلاميا قويا جدا هو من يقوم بتحريك الأحداث في اليمن، سواء لدعم صالح أو الخروج عن طاعته والمطالبة بتنحيه. وقال: “إن المجتمع اليمني مجتمع محافظ متدين والحركات الإسلامية منتشرة بشكل كبير في اليمن، سواء المتمثل بحركة الأخوان المسلمين “حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض” أو في الحركات السلفية”. وأضاف: “الحركات السلفية هي قوية جدا في اليمن، إلا أنها منقسمة على نفسها”، موضحا أن جزءا منها مع النظام وسلطة الرئيس صالح تحت مبرر طاعة ولي الأمر”. وأشار محدثنا إلى أن هذا الجناح الأخير للسلفية بدأ ينشط مع انتشار المظاهرات المطالبة بالتغيير، موضحا أن الموالين للنظام صالح من السلفية قد انخرط عدد كبير منهم مع المحتجين منذ انطلاق الحركة الشبابية بقاعدتها الشعبية، وإن كانت بصفة غير رسمية”. أما بخصوص حركة الإخوان المسلمين المتمثلة بحزب الإصلاح فقال: “هي مشاركة بشكل كبير كون الحزب هو أكبر الأحزاب اليمنية المعارضة المنضوية تحت تكتل “أحزاب اللقاء المشترك المعارض”. ونستطيع أن نقول إن قيادات وأعضاء الإصلاح مسيطرون بشكل كبير على ساحات التغيير وبالذات في المحافظات الشمالية، كون قيادات الحزب من الشمال”. ويقود المظاهرات في الشارع اليمني الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، وهو داعية يمني مشهور، ويقود المظاهرات في اليمن، ويمتلك قاعدة كبيرة بين الإسلامين، كونه يدير أكبر مدرسة دينية في اليمن، ويعد أهم مؤسسي حركة الإخوان في اليمن التي تتلمذ فيها في وقت سابق عدد كبير من أعضاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ -المحظورة- في الجزائر، منذ أوائل التسعينيات مع بداية أحداث الإرهاب. هذا وأكد المعارض اليمني المشهور محمد محسن أن المتظاهرين يطالبون بدولة مدنية ديمقراطية تقوم على العدل والمساواة والتداول السلمي للسلطة تضم الجميع ويشارك في بنائها كل أبناء اليمن بمختلف أطيافهم”. وقال: “الدولة المدنية لا بد أن تتعارض مع الدين الإسلامي”. وأضاف: “المجتمع اليميني لن يقبل إلا بأن يكون الإسلام هو مصدر التشريعات كون اليمن بلدا إسلاميا”. وحول وعود عبد الله صالح التنازل عن السلطة بشكل سلمي مع نهاية هذا العام، قال محسن: “إن تاريخ الرئيس صالح يثبت أنه غير جاد بكل ما يقول، فقد انقلب على أكثر من اتفاقية ومنها اتفاقية الوحدة، وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في عمان بالأردن عام 1994م الذي وقعت بينه وبين نائبه علي سالم البيض ممثل الجنوب في اتفاقية الوحدة”.