أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح،أنه"صامد"في وجه الحركة الاحتجاجية التي تطالب بتنحيه وأن غالبية الشعب لاتزال تؤيده،وذلك رغم انضمام عشرات المسؤولين إلى"ثورة الشباب"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية . وقال صالح "إننا صامدون والسواد الأعظم من الشعب اليمني مع الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية". واعتبر أن "من يدعون للفوضى والعنف والبغضاء والتخريب هم قلة قليلة من مجموع الشعب اليمني". وجاء حديث صالح بعدما فقد نظامه أبرز دعائمه مع انضمام أكبر شيخ قبلي في البلاد إلى"ثورة الشباب" وكذلك عشرات الضباط والمسؤولين،حيث أعلن شيخ مشايخ قبائل حاشد،صادق الأحمر، انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام ودعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى"خروج هادئ ومشرّف". وقال الشيخ الأحمر،في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية:"أعلن باسم جميع أبناء قبيلتي انضمامي للثورة". ومن ناحيته،أكد مجلس الدفاع الوطني اليمني أن القوات المسلحة لن تتردد في القيام بواجباتها والوقوف في وجه أي خطط للانقلاب على الدستور فيما أعلن وزير الدفاع اليمني تأييد الجيش للرئيس صالح. ويشكّل هذا الموقف ضربة قوية لنظام الرئيس اليمني الذي لطالما اعتمد على دعم التركيبة القبلية لإدارة البلاد. و ميدانيا،أفادت الأنباء بأن ثلاثة جنود على الأقل أصيبوا بجروح جراء اشتباكات في محيط القصر الجمهوري في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت جنوب البلاد، بين قوات الحرس الجمهوري التابعة لنجل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وعناصر موالية للواء عمر علي محسن،الذي انضم إلى شباب الثورة في اليمن. وفي العاصمة صنعاء،انتشرت دبابات ومدرعات الجيش اليمني بكثافة في محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والبنك المركزي. وذكرت وكالة اسوشيتدبرس أن الدبابات المنتشرة في صنعاء تابعة للواء محسن الأحمر الذي انشق وانضم للثورة. وأعلن عشرات الضباط اليمنيين من رتب مختلفة تباعا الاثنين انضمامهم إلى الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ نهاية شهر جانفي الماضي والتي تطالب بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن ومؤيدي النظام وأسفرت عن مقتل وجرح مئات الأشخاص. وكان أكثر من 50 شخصا قتلوا يوم الجمعة الماضي في "ساحة التغيير" بجامعة صنعاء برصاص قناصة مجهولين تردد أنهم ينتمون إلى قوات الأمن ومؤيدي النظام. هذا و يتواصل في اليمن مسلسل الإستقالات في صفوف الدبلوماسيين لتتعدى إلى صفوف الجيش في تطور لافت للمشهد في اليمن وذلك بالرغم من إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن إعادة تشكيل الحكومة كحل للأزمة التي تعصف بالبلاد. وعقب سلسلة الإستقالات في صفوف الدبلوماسيين، أعلن عدد من القيادات والضباط في الجيش اليمني إنشقاقهم عن الجيش إحتجاجا على أعمال العنف التي تشهدها عدة مدن يمنية منذ أكثر من شهر والتي تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن ومؤيدي النظام وأسفرت عن مقتل وجرح مئات الأشخاص.
كما استمرت سلسلة الإستقالات في السلك الدبلوماسي بعدما قدم اليوم سفير اليمن في سوريا إستقالته ليضاف إلى نزيف الإستقالات للأيام الماضية من الحكومة اليمنية إلا أن تقديم استقالات جنرالات من الجيش اليمني يعد حسب المتتبعين تطورا لافتا في المشهد اليمني. من ناحية أخرى، وجه خمسة سفراء يمنيين في أوروبا رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح يطلبون منه فيها الاستقالة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن السفير اليمني في باريس خالد الاكوع قوله إن السفراء في باريس وبروكسل وجنيف وبرلين ولندن إضافة إلى القنصل في فرانكفورت "وجهوا رسالة إلى الرئيس صالح يطلبون فيها الاستجابة إلى مطالب الشعب والاستقالة لتفادي إراقة الدماء". و في السياق ذاته أبلغ البيت الأبيض الحكومة اليمنية أن العنف المستخدم في قمع المحتجين السلميين أمر غير مقبول. كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في اليمن. وقال بان للصحافيين عقب محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة "أدين بشدة استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين في صنعاء". وأضاف"على الحكومة اليمنية واجب حماية المدنيين. وأدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وإنهاء العنف". وتابع "لا يوجد بديل لمعالجة الأزمة اليمنية عن إجراء حوار شامل حول الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية".