لم يخطئ من قال إن اختيار الجار قبل الدار أمر هام، فحسن الجوار أمر لابد منه لحسن المسكن، وهو أمر أوصى به رسول الرحمة عليه الصلاة و السلام منذ ما يزيد عن الأربع عشر قرنا، إلا أن الواقع يعكس الصورة السلبية لعلاقات الجيران التي تتأزم وتنتهي عادة بالمرور عبر أروقة المحاكم ومن بين هذه القضايا تلك التي فصلت فيها محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة، وتتعلق بمحاولة القتل والجرح العمدي مع سبق الإصرار، التي تورط فيها المسمى “ب.محمد”، 42 سنة. أدين المعني بالأمر بأربع سنوات سجنا نافذة بعد اعتدائه على جاره لسبب أقل ما يقال عنه إنه لا يستحق معاناة الضحية الذي كاد أن يفقد حياته في لحظة، وهو خلاف جمع بينهما بسبب إقدام الضحية على إقامة نافذة بمسكنه تطل على منزل جاره. الوقائع تعود إلى تاريخ 30 جويلية 2007، حين تلقت مصالح الأمن من العيادة متعددة الخدمات بأحمر العين، اتصالا مفاده استقبال شخص مصاب بجرح خطير على مستوى الرقبة إثر تعرضه لاعتداء بسلاح أبيض، ويتعلق الأمر بالمدعو” ل.م” الذي تم تحويله إلى مستشفى حجوط نظرا لخطورة الإصابة قبل أن يتم القبض على الفاعل، وبحوزته أداة الجريمة المتمثلة في سكين. من جهة أخرى، صرح الضحية خلال الجلسة، أنه في حوالي الساعة الثامنة والربع صباحا من تاريخ الوقائع، ولدى تواجده بالمقهى رفقة أصدقائه فاجأه المتهم بضربة على مستوى الرقبة من الجهة اليمنى، وسبب اعتدائه عليه يعود إلى خلاف عائلي، عكس ما قاله المتهم الذي أورد الخلاف الناجم عن النافذة التي أقامها مطلة على منزله، معترفا بما ارتكبه مع محاولة لتغيير بعض التفاصيل. وأضاف أنه سبق أن تعرض للأذى من قبل جاره وبلغ عن ذلك في محضر للدرك دون نتيجة تذكر، مشيرا إلى أن الضحية تعرض لوالدته يومها بالكلام البذيء وكان أول من بادر إلى التهديد بالقتل، فما كان عليه إلا الدفاع عن نفسه بشراء السكين في ذات اليوم، قبل أن تنتهي الأمور إلى ذالك السياق، وهو ما كلفه الحكم السالف الذكر. في حين كان قد التمس النائب العام في حقه عقوبة عشرين سنة سجنا نافذة.