سلاح الثوار، الطريق نحو حرب طويلة تنتهي بصراع المصالح الاقتصادية على واحدة من أغنى البلدان في العالم العربي”، هكذا يصف الخبراء والمراقبون ما يحدث في ليبيا، تزامنا مع انتشار تقارير توضح أن المعارضة الليبية بدأت تخطو خطوات سريعة نحو التسليح الإستراتيجي بدعم من دول غربية ومنظمات تتحكم في السوق السوداء للسلاح “ بينما تتواصل على الصعيد الإعلامي مشاهد الحرب النفسية بين ثوار 17 فيفري وكتائب العقيد معمر القذافي التي ما أن تفتأ الأولى في تأكيد خبر انتصارها على جبهة الحرب في أجدابيا حتى تسارع الجبهة الثانية لتفنيد تلك الحقيقة، والحرب تدور رحاها في اليوم ال57. قال عبد الفتاح يونس قائد المعارضة المسلحة الليبية، أمس، أن المقاومين الليبيين يخوضون معركة شرسة ويأملون في أن يسيطروا قريبا على ذلك الميناء النفطي. ولم يتسن التأكد بشكل مستقل من هذا الادعاء المتعلق بانتصارات المقاومين على الجبهة الشرقية في الحرب الأهلية الليبية. ويؤكد الخبراء أن إعلان المعارضة على أنها تمكنت من الحصول على السلاح، أمر حقيقي خاصة وأن فرص الحصول على السلاح في إفريقيا ليس بالأمر الصعب، حيث تنتشر على الحدود الجنوبية لليبيا منظمات في تشاد والسودان ومالي والنيجر تملك القدرة على تحريك حروب أهلية في ليبيا، وتعزز مؤشرا امتلاك الثوار للسلاح الثقيل بتصريحات قادتهم، وتأكد التقارير أن السلاح الذي تتحصل عليه المعارضة كل يوم يمكنها من خوض حرب طويلة الأمد ومجابهة كتائب القذافي، غير أن إطالة الحرب وتمركزها في منطقة واحدة يرجعه الخبراء الإستراتيجيين إلى أن من يحرك الأمور هي أوامر خارجية تهدف إلى كسب المزيد من الوقت من أجل تمرير أجندة سياسية في المنطقة، ويتفق الخبراء أن التدخل الأجنبي البري للقوات الدولية يضل مقترح وإن كان مستبعدا، وإن كان يعتقد البعض من الخبراء أن الوضع الإنساني في مصراته هو ما قد يفتح تدخل قوات عسكرية برية تحت غطاء إغاثة. وقالت تقارير وكالات الأنباء، أمس، إن معارك عنيفة تدور بين الثوار بين مدينة البريقة النفطية من أجل السيطرة على محطة البريقة النفطية الاستراتيجية في ليبيا. ويؤكد الخبراء أن معاودة استئناف العمليات الأمريكية لا يمكن ولن يتم إلا بأوامر من الرئيس الأمريكي. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مقالة مشتركة يوم الجمعة أنهم سيواصلون قصف القوات الموالية للقذافي حتى يترك السلطة، ما دعم رأيا متداولا بشدة يفيد بأن وقت محادثات السلام لم يحن بعد وأنه سيكون هناك المزيد من إراقة الدماء. وقال فراس أبي علي وهو كبير خبراء التوقعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة (إكسكلوسيف أناليسيس) “إنهم يستعدون لحرب طويلة”. وذكر أليمس وارن من مؤسسة (فرونتير) التي تبحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “لا تريد هذه الدول الثلاث الحوار بعد. إنها تحاول كسب الوقت للتشجيع على انهيار داخلي في طرابلس عن طريق الانشقاقات أو انقلاب من الداخل”. وتحاصر القوات الحكومية الليبية مصراتة آخر جيب رئيسي في غرب ليبيا منذ أكثر من ستة أسابيع بعد أن انتفضت المدينة مع مدن ليبية أخرى ضد حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود من الزمان بمنتصف فبراير. ولم تتوصل قوات الناتو في آخر اجتماع لها أمس، لقرار حول تأمين المزيد من الدعم الجوي لعزل كتائب معمر القذافي وضمان تقدم ثوار بنغازي نحو طرابلس.