تفيد الأنباء الواردة من ميدان الحرب في أجدابيا الليبية، أن كتائب العقيد معمر القذافي ابتكرت أسلوب جديد من أجل الدفع بثوار 17 فيفري نحو التراجع في اتجاه بنغازي، وترك منطقة أجدابيا الاستراتيجية مقتل 30 معارضا والناتو يمهّد الطريق أمام تقدم الثوار التي لم يتأكد بعد من يسيطر عليها بشكل كامل في ظل تضارب الروايات، التي تقول في شقها الموالي للقذافي إن القوات الحكومية تمكنت باستخدامها حرب العصابات من تحقيق تقدم يعد الأكبر في مسيرتها نحو السيطرة على بوابة المعارضة الليبية أجدابيا. من جهتها فندت القوات المعارضة تلك المعلومات على لسان عدد من المعارضين الذي قالوا إنهم تمكنوا من صد هجوم كتائب القذافي، بعد اشتباكات دامت عدة ساعات. ويقول المراقبين إنه إذا ما تمكنت القوات الحكومية من إعادة الاستيلاء على البلدة فستكون محطة للانطلاق نحو معقل المعارضة في بنغازي، على بعد 160 كيلومترا شرقا على الساحل الشمالي. يذكر أن القوات الحكومية كانت تتقدم باتجاه بنغازي الشهر الماضي حينما اضطرتها للتراجع الغارات الجوية الدولية بهدف حماية المدنيين وشل السلاح الجوي للقذافي. من جهته قال حلف الناتو الذي لا يزال يواجه انتقادات من زعماء في المعارضة لأدائه، أنه قصف سلاح العقيد القذافي ودمر أزيد من 15 دبابة كانت تقود مسيرة زحف كتائب القذافي نحو أجدابيا، بعدما شنت هجوما مباغتا على قوات المعارضة في بلدة أجدابيا، وقصفت البلدة ونشرت أفرادها في الشوارع. وقال مسؤول الناتو إن طائرة تابعة للحلف قصفت 25 دبابة بالقرب من مصراتة غربي البلاد حيث تقوم قوات القذافي بمهاجمة قوات المعارضة، كما دمرت دبابتين جنوبي بلدة البريقة شرقي البلاد. وأضاف المسؤول أن عمليات الجمعة قد تكون “الأشد” منذ بدأت العمليات العسكرية للحلف في ليبيا. وذكر المسؤول أيضا أن طائرة تابعة للناتو اعترضت طائرة ميج 23 بالقرب من مدينة بنغازي شرقي البلاد يقودها طيار تابع للمعارضة، وأشارت على الطيار بالهبوط. وقال “نحن لا نعرف هوية قائد الطائرة، لكن بما أنه أقلع من بنغازي فبإمكاننا الافتراض أنه تابع للمعارضة”. وذكر الجنرال تشارلز بوتشارد قائد عمليات ليبيا في الحلف أن الغارات الجوية للحلف قد قصفت عربات مدرعة كانت تطلق النار على مدنيين في مصراتة وأجدابيا. وأضاف اللفتنانت جنرال الذي كان يتحدث من نابولي في إيطاليا حيث مقر عمليات الحلف، إن طائرات الحلف أصابت أيضا مخازن الذخيرة شرقي طرابلس التي كانت تستخدم لإعادة تزويد القوات التي تقوم بقصف مصراتة وغيرها من المراكز المأهولة بالسكان.