تعرف وضعية قطاع الصحة ببلدية المرارة، التي تبعد بنحو 170 كلم عن مقر بلدية الوادي، وضعا مزريا للغاية نتيجة افتقارها لمرافق صحية تجنب السكان عناء التنقل نحو البلديات المجاورة، خاصة في الليل ترك هذا الوضع حالة من الغليان وسط سكان البلدية نتيجة إحساسهم بالتهميش والحڤرة، خاصة وأن مئات النساء مهددات بالموت نتيجة افتقار البلدية لدار للولادة ولعزلة البلدية ونقص خطوط النقل ومحدوديتها ليلا، فالسكان يضطرون لاستعمال الدواب والحمير للتنقل بين القرى كحل اضطراري نتيجة تهميشهم. وقد أبدى سكان بلدية المرارة بالوادي امتعاضهم من السلطات المحلية، وعلى رأسها مديرية الصحة التي لم تبادر لحد الساعة إلى تشييد دار للولادة بالمنطقة التي تزايد عدد سكانها إلى 10 آلاف نسمة. وأوضح بعض سكان البلدية ل”الفجر” أن النساء الحوامل تضطر لقطع مسافة 32 كلم للوصول إلى مستشفى منطقة جامعة، ولكم أن تتصورا حجم المعاناة، لا سيما في فصل الشتاء وفي ساعة متأخرة من الليل مع غياب وسيلة النقل لدى رب الأسرة. وهو الأمر الذي أدى إلى وضع العشرات من النساء مواليدهن في طريقهن نحو المستشفيات المجاورة وتسبب لهن في أمراض ونزيف حاد كان سببا في أمراض مزمنة أخرى لهن. الوضع المذكور دفع السكان للمطالبة بضرورة تسجيل هذا المشروع لتجنيبهم عناء التنقل إلى البلديات المجاورة، خاصة وأن البلدية لا تتوفر إلا على 3 قاعات علاج مقسمة على ثلاثة تجمعات سكانية، هي مرارة وسط، القرية الفلاحية وحي العبادلية، هذه القاعات لم يعد بإمكانها تغطية المنطقة بكاملها، لا سيما مع فتح الطريق المؤدي إلى ورڤلة وكثرة حوادث المرور بالمنطقة ما يضطر السكان إلى حمل المصابين والتنقل بهم نحو مستشفى جامعة، يضاف إلى هذا افتقار وحدات العلاج لأدنى ضروريات العمل الطبي، وهو ما يصعب من مهمة الأطباء والممرضين الذين يقعون في الحرج مع قاصدي هذه المراكز، وجعلهم يطالبون بضرورة توفير وسائل العمل بغية تقديم خدمة أفضل للمواطن الذي يعاني هو الآخر من غياب طبيب مناوب في الليل بذات المراكز الطبية التي أضحت هياكل بدون روح. ولم يجد سكان بلدية المرارة من حلّ أمام تهميشهم سوى رفع صوتهم للسلطات الولائية مطالبين بضرورة تحسين الأوضاع الصحية بالمنطقة، وذلك ببرمجة مشروع دار للولادة مع زيادة عدد مراكز العلاج وتوفير أطباء مناوبين وزيادة عدد العاملين بها.