تعيش العديد من العائلات بقرى ومداشر بلدية واد مرة، بولاية الأغواط، على وقع المعاناة، الحرمان والتخلف، جراء الأوضاع السيئة في ظل انعدام أبسط ضروريات الحياة وخصوصا ما تعلق منها بالتنمية المحلية. تضم بلدية واد مرة العديد من التجمعات السكانية والمداشر، بتعداد سكاني مرتفع يعيش نزلاؤها في عزلة، نظرا لانعدام المسالك الريفية التي تربطهم بمقر البلدية وخطورتها إن تواجدت، إضافة إلى تواجد العديد من المسالك والطرق التي تحتاج إلى تعبيد. وما زاد من عزلتهم، عدم انجاز طريق معبد يصل القرى بالبلدية والمحيط الخارجي، الأمر الذي صعّب تنقل الكثير من الوافدين والخارجين من المنطقة، خاصة مع عجز العديد من الناقلين العبور نتيجة الانعدام الكلي لمعالم الطريق، وخوفا من تعطل مركباتهم ولصعوبة المسلك الوحيد المتبقي، الذي لا يكاد يفي بالغرض المطلوب خاصة في الحالات اليومية والاستعجالية كحالات المرض والولادة، والتي أصبحت تطرح الكثير من الهواجس والتخوفات، حسبما أكده العديد من السكان، الذين أشاروا إلى الشكاوى والرسائل العديدة الموجهة إلى السلطات المحلية والبلدية، غير أنها بقيت على حد تعبيرهم، مجرد حبر على ورق. انعدام الغاز، الكهرباء الريفية والماء الشروب مشاكل أخرى انضمت إلى قائمة الحرمان لتزداد معاناة السكان سوءا بانعدام ضروريات الحياة، فمشكل التموين بالغاز يبقى هو الآخر مطلبا يعد أكثر من ضرورة في “النبيش” و”الخنوفة” والعديد من التجمعات السكانية المجاورة لهما، لأن توفيره - حسب السكان - قد يمكّن من انتشال القرية من معاناتها التي ما فتئت تتكرر كل فصل شتاء بنقل قارورات غاز البوتان وتحويلها. ويتضاعف المشكل مع تساقط الأمطار، حيث تنعزل المسالك إلى مسافات إضافية، على اعتبار أن المسلك الوحيد يصبح معطلا عن أداء وظيفته. كما تتقاسم العديد من القرى التابعة لبلدية واد مرة، مشكلا مشتركا يتمثل في انعدام المياه الصالحة للشرب والكهرباء الريفية، ما صعّب المهام أكثر على السكان في نقل المياه الصالحة للشرب على ظهر الدواب، إضافة إلى انعدام قنوات الصرف الصحي، التي يضطرون إلى صرفها بطرق بدائية ستشكّل حتما خطورة كبيرة على الوسط البيئي، ناهيك عن مشكل انعدام الكهرباء الريفية والتي تعدّدت شكاوى السكان إلى السلطات المعنية لأجل توفيرها. التغطية الصحية شبه منعدمة وقطاع التربية محدود وجه آخر للحرمان يعانيه السكان وهو النقص المسجل في المجال الصحي، حيث يتكبّد السكان معاناة التنقل في كل مرة عبر مسافات طويلة، خصوصا في ظل انعدام قاعة للعلاج وقاعة للولادة، حيث يضطر معظمهم التنقل إلى البلدية أو المناطق المجاورة لتلقي العلاج أو القيام بالتحاليل. وفي السياق ذات، طالب السكان بضرورة إنجاز مركز صحي مجهز بوسائل حديثة ومداومة طبية بإمكانها أن تحد من معاناتهم التي تبقى مستمرة. كما طالب سكان “السراوات” بضرورة توفير سيارة إسعاف لنقل المرضى الذين يجدون صعوبة في الظفر بوسيلة نقل في أغلب الحالات الاستعجالية؛ كذلك هو الحال بالنسبة لقطاع التربية إذ يبقى المستوى الدراسي محدودا في هذه القرى والمداشر، حيث لا تتوفر على مدارس بإمكانها أن تغني أبناءهم عن التنقل اليومي إلى مدارسهم والذي يزداد صعوبة في فصل الشتاء، إذ يصعب عليهم التنقل في جنح الظلام مع انعدام خطوط نقل، حيث يضطر معظمهم إلى ترك أبنائهم عند الأقارب لمواصلة الدراسة، فيما يضطر عدد من الأولياء على إجبارهم على التخلي مقاعد الدراسة.