نظرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة، في قضية تكوين جمعية أشرار، ومحاولة هتك عرض، وجنحة اقتحام حرمة منزل والضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض، والتهديد بالقتل، وحمل سلاح أبيض، وهي التهم التي واجهها المسمى “ع.ف”، 25 سنة، الملقب وقائع القضية التي استوقفت هيئة جنايات البليدة طويلا، بالنظر إلى خطورة تفاصيلها، تعود حسب قرار الإحالة إلى تاريخ 14-05-2008 حين تلقت مصالح الأمن بالبليدة مكالمة هاتفية تمثل استغاثة فتاة بلغت عن تعرض أقاربها للضرب من قبل مجموعة أشخاص ملثمين يحوزون أسلحة بيضاء بالحي الفوضوي بأعالي حي التوارس بأولاد يعيش، وهو ما جعل مصالح الأمن تتدخل بسرعة، الأمر الذي عجل بفرار المعتدين باتجاه وادي بني عزة ناحية بن عاشور، إلا أن عناصر الشرطة تمكنت من رصد أحد الفارين فقامت بملاحقته إلى غاية إلقاء القبض عليه، وهو المسمى “د.م” ضبط في حال سكر سافر. وباستمرار التحقيق في القضية، ثبت أن الجناة تعرضوا لثلاث أشخاص من عائلة واحدة بالضرب والجرح، ما جعلهم يمكثون في المستشفى لفترة، ناهيك عن اغتصاب ابنة أحد الضحايا داخل منزلها العائلي، بينما لم يتمكن أحد من عائلتها من إنقاذها بسبب تهديد الجناة لهم باستعمال السيوف، علما أنهم كانوا قد حاولوا اقتحام منزل آخر باستعمال هوية أفراد الشرطة، إلا أنهم اعتذروا لصاحبته وانتقلوا إلى بيت الضحايا، بعد أن التقوا بصاحبه في الطريق وأجبروه على العودة وفتح الباب لهم. فيما تمكنت ابنة ثانية له من الاختباء، واتصلت لاحقا بمصالح الأمن، إلا أن ذلك لم ينقذ شقيقتها من مصيرها. يشار إلى أن الفصل في مصير اثنين من المتهمين كان تم في محاكمة سابقة، بينما أنكر المتهم، الذي امتثل وحيدا أمام المحكمة هذه المرة، كل ما نسب إليه من أفعال، قائلا إنه لم يكن أبدا مع الجناة. كما أن تصريحات الضحايا لم تؤكد وجوده كون الفاعلين كانوا ملثمين باستعمال جوارب نسائية سوداء، وهو ما جاء لصالحه بعد عدم توفر أدلة قوية لإقناع هيئة المحكمة بالجرم المرتكب، وتمكن من الاستفادة من حكم بالبراءة بعد المداولات القانونية.