فاجأ شقيق رئيس الجمهورية ومستشاره الخاص، سعيد بوتفليقة، المواطنين والشرطة ورجال الإعلام بمروره أمس بساحة أول ماي، بمحاذاة أعضاء الجناح السياسي في التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، وهم يقومون بوقفتهم المعتادة يوم كل سبت. وكان أخ الرئيس يقود سيارته باتجاه طريق مستشفى مصطفى باشا المؤدي إلى الأبيار، ولم يتوان في إبداء ابتسامة عريضة للمتجمهرين والصحافة الوطنية الحاضرة في المكان، وكأنها تحية أراد إبلاغها للجميع أو رسالة معينة حاول إيصالها لأعضاء التنسيقية مسيرة السبت تتحول إلى وقفة ل 20 شخصا والمواطن يعتبرها “تهريجا” لم يكن ظهور شقيق رئيس الجمهورية، المتزامن مع المحاولة الحادية عشرة للجناح السياسي في التنسيقية، تنظيم مسيرته انطلاقا من ساحة أول ماي، هو الأول من نوعه، فسبق أن شوهد سعيد بوتفليقة في شارع ديدوش مراد، شهر جانفي المنصرم حين حاول حزب التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية تنظيم مسيرته انطلاقا من مقر الحزب بهذا الشارع، وقيل إنه مر كذلك أمام ساحة البريد المركزي راكبا سيارته أثناء محاولة بعض شباب الفيسبوك تنظيم مسيرة منعتها قوات الأمن، الأمر الذي دفع إلى طرح العديد من التساؤلات حول ما إذا كان تواجد أخ الرئيس في هكذا ظروف وتوقيت مرتبط بمحاولة استطلاعه عن قرب للوضع في الشارع ونقل حقيقة ما يراه بعينيه لرئيس الجمهورية، أم أنها محض صدفة؟ وكما كان متوقعا، أعاد الجناح السياسي في التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية تنظيم مسيرته بساحة الوئام المدني المعروفة بساحة أول ماي، بحضور نفس المشاركين من إطارات في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، يتقدمهم النائب في البرلمان، الطاهر بسباس، ويقودهم كالعادة الحقوقي والرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، علي يحي عبد النور، والى جانبه ممثلون عن عائلات ضحايا الإرهاب وأعضاء عن الحزب اللائكي الديمقراطي غير المعتمد، والحركة الديمقراطية الاجتماعية، ممثل ضحايا الخليفة، إضافة الى ممثل ضحايا أحداث 5 أكتوبر 1988. وفي الغياب المتواصل لرئيس الأرسيدي، سعيد سعدي، شارك لأول مرة في المسيرة التي تحولت الى وقفة لا يتعدى أفرادها العشرين، فوزي بن حبيب، ممثل التنسيقية في فرنسا، وهو عضو بالحزب اللائكي الديمقراطي وأستاذ في الفيزياء بإحدى الجامعات الفرنسية، الذي عبر ل “الفجر” عن استغرابه للتواجد المكثف لرجال الأمن بساحة الوئام المدني، وأشار إلى أن التنسيقية لم تتعرض في باريس يوما إلى المواجهة مع الشرطة الفرنسية، عكس ما يحدث لها في الجزائر. وقال فوزي بن حبيب إن فرع التنسيقية في فرنسا يحاول مواكبة ما يجري من أحداث في الجزائر، وهو على اتصال ببعض الأحزاب الفرنسية الديمقراطية وعدد من النقابات الفرنسية، لاطلاعهم بمواقف التنسيقية من المستجدات في الجزائر وبهدف تبادل الآراء والأفكار معهم. ووسط الهتافات بشعارات معادية للسلطة، التي استنبط بعضها من الشعارات التي يطلقها جمهور ملاعب كرة القدم، عبر الطاهر بسباس في تصريح ل “الفجر” عن رفض التنسيقية للقرارات التي أعلنها رئيس الجمهورية في خطابه للأمة الجمعة قبل الماضية، وقال إن “صمت الرئيس كان أرحم من خطابه، لأن قراراته هي اقتراحات ليست جديدة ولم تحدد بجدول زمني، وجاءت في إطار موسع”، مضيفا أن “الخطاب أتى بعد إغماء سياسي مدته 12 سنة وهو ربح للوقت، كما أنه لا يعكس ما يطبق في أرض الواقع”، مشيرا إلى أن احترام حرية التعبير التي تحدث عنها الرئيس في خطابه، لم تطبق في التعامل مع مسيرة التنسيقية التي منعت مرة أخرى من قبل قوات الأمن، وتحولت الى مجرد وقفة. ومن جهة أخرى، نفى بسباس عدم تحقيق “أرضية التغيير الديمقراطي” التي أطلقتها التنسيقية منذ مدة لأي صدى في الساحة السياسية، رغم أنه من جهة أخرى، أوضح أنه لا توجد أطراف تم الاتصال بها أو اتصلت للتحاور حول الأرضية، وقال إن التنسيقية قررت إعلانها رسميا اليوم، أمام الرأي العام والصحافة الدولية المعتمدة بالجزائر وعدد من السفراء وشخصيات وطنية رفض الكشف عن هويتها، في ندوة صحفية تنظمها بفندق “سوفيتال”.