لا تزال روسيا تطالب بضرورة بحث حل دبلوماسي سياسي للأوضاع في ليبيا، التي تشهد حربا منذ أزيد من شهرين بين كتائب العقيد معمر القذافي ومعارضيه، وهي الحالة التي تصفها روسيا على أنها مؤشر لحرب دولية يكون سببها التدخل العسكري البري الأمريكي الفرنسي في ليبيا الذي باتت ملامحه تلوح في الأفق الليبي، وجددت روسيا موقفها الرافض للتدخل العسكري في ليبيا ونقلت وكالة أنترفاكس للأنباء، أمس، عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله “إذا كان هناك قرار يؤدي لمزيد من التصعيد لحرب أهلية بأي شكل من الأشكال بما في ذلك التدخل الخارجي فلن يسعنا تأييد هذا”، في إشارة منه لتذكير العالم بأن روسيا تملك حق النقض بمجلس الأمن الدولي بصفتها عضوا دائما فيه هذا وقالت إيطاليا إن طائراتها ستنضم لطائرات بريطانية وفرنسية في قصف أهداف ليبية لأول مرة. وسوت قوات حلف شمال الأطلسي بالأرض مبنى داخل مجمع باب العزيزية مقر القذافي يوم الإثنين فيما وصفه مسؤولون ليبيون بمحاولة فاشلة لاغتياله. وعلى الصعيد الميداني، لم تنل مدينة مصراتة الليبية التي تسيطر عليها المعارضة أي متنفس من الحصار المرير الذي ضرب حولها قبل شهرين، فيما تواصل قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قصف المدينة والاشتباك مع المعارضة المسلحة رغم انسحابها من وسط مصراتة. وقال معارضون ونازحون في منطقة نائية بعيدة عن أعين وسائل الإعلام العالمية، إن قوات القذافي قصفت بلدات يقطنها البربر في الجبل الغربي بالمدفعية. وأذاع التلفزيون الليبي أن المعتدين “الصليبيين” قصفوا في ساعة متأخرة يوم الإثنين مواقع مدنية وعسكرية في بئر الغنم على بعد مئة كيلومتر جنوبي طرابلس، ومنطقة عين زارة في العاصمة، ما أسفر عن سقوط ضحايا، ولكنه لم يذكر تفاصيل. وقال مراسل رويترز إنه سمع دوي انفجارات في طرابلس. وذكر تقرير التلفزيون أن سفنا أجنبية هاجمت وقطعت كابلات قبالة السواحل الليبية، ما أدى لقطع الاتصالات في سرت وراس لانوف والبريقة. ولكن لا يبدو أن الغارات الجوية التي يشنها الحلف منذ ما يزيد عن شهر نجحت في ترجيح كفة الميزان بشكل حاسم في صراع يوصف على نطاق واسع بأنه دخل في حالة جمود. وقال شهود عيان اتصلت بهم رويترز هاتفيا إن سكان مصراتة خرجوا من بيوتهم مع طلوع النهار على مشاهد الدمار، بعدما انسحبت قوات القذافي من وسط المدينة تحت غطاء وابل من الصواريخ وقذائف الدبابات.