جددت اطراف دولية اليوم الجمعة تمسكها بالاسراع في البحث عن تسوية سياسية وديبلوماسية للازمة الليبية رافضة بذلك الحل العسكري ومطالبة بالشروع في الخطط العملية لتنفيذ عمليات إنسانية في ليبيا. فقد التزمت ايطاليا اليوم بعدم المشاركة في غارات جوية على المناطق التي يسيطر عليها العقيد معمر القذافي مرجعة السبب في ذلك إلى أن ليبيا "كانت مستعمرة تابعة لايطاليا". وفي هذا الاطار قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برليسكوني "لقد بذلنا ما يكفي" معتبرا أن ايطاليا "لديها كل المؤهلات لقول لا للحلفاء اذ تحملنا عبء توفيرالقواعد ودعم الحصار البحري كما أننا في الخط الأول على الجبهة الإنسانية". من جهتها حذرت روسيا على لسان وزيرها للخارجية سيرجى لافروف حلف شمال الاطلسى من اللجوء الى القوة العسكرية المفرطة فى ليبيا التى ستؤدى الى المزيد من الخسائر البشرية الاضافية بين المدنيين ودعت الى تسوية سياسية للصراع. وقال لافروف انه قد حدث فى ليبيا فى بعض الحالات تجاوزلتفويض الاممالمتحدةعلى سبيل المثال من خلال الحديث عن ان التفويض يمكن استخدامه للسماح بالقيام بعملية برية وهو ما قال انه ليس صحيحا. ولاتزال الصين تجدد دعوتها الى المجتمع الدولي إلى ضرورة مواصلة كل الجهود الممكنة لأجل حل الأزمة في ليبيا عن الطريق الوسائل السياسية والدبلوماسية السلمية مشيدة بالمبادرة التي أطلقها الإتحاد الإفريقي لإنهاء تلك الأزمة. فقد دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي إلى اتخاذ "كافة الإجراءات اللازمة" باستثناء القوات البرية لحماية المدنيين الليبيين من الهجمات التي يشنها حلف شمال الأطلسي /الناتو/. وأقر وزير الدفاع الفرنسى جيرار لونجيه أن ما جاء فى البيان المشترك الذي نشره الرئيسين الفرنسى نيكولا ساركوزى والأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بشأن ليبيا "يمثل خروجا من جانب دول الائتلاف الدولى على بنود قرارمجلس الأمن الدولى رقم 1973." وأشار لونجيه الى أن قرار مجلس الأمن لا يتطرق لمصير العقيد معمر القذافى بينما أكد القادة الثلاثة على ضرورة رحيل القذافي . وعلى هامش الاجتماع الذي عقده اعضاء حلف الناتو في برلين امس الخميس أكدوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه ليس لدى القوات الدولية أية نية لشن هجوم بري على ليبيا وأنها ملتزمة بقرار الأممالمتحدة في ذلك. وقال أن قرارات الأممالمتحدة تمنح التحالف الدولي الدعم الشرعي والاخلاقي والدولي موضحا ان قرار 1973 يؤكد على عدم احتلال أي جزء من ليبيا. وعن الوضع الانسانى فى ليبيا التي يقطنها نحو ستة ملايين نسمة والذي قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان 6ر3 مليون شخص فى هذا البلد قد يحتاجون الى دعم انساني توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق نهائي بشأن إرساء قوة عسكرية للتدخل الإنساني في ليبيا لدعم مجهود الأممالمتحدة والمجتمع الدولي في إدارة الأزمة الليبية والتركيزعلى الشق الإنساني. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل اليوم أن السويد التي عارضت إرساءقوة عسكرية أوروبية خاصة بالتدخل الإنساني رفعت آخر تحفظاتها بينما لم تعترض تركيا وقبرص على التنسيق الأطلسي الأوروبي. وعلى الصعيد الامني لاتزال المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين من جهة والقصف لحلف الناتو من جهة اخرى يخلفان العديد من القتلى والجرحى من المدنيين. فقد اعلن التلفزيون الحكومى الليبى ان الطائرات الحربية التابعة لحلف شمال الاطلسى شنت غارات جوية اليوم الجمعة على مدينة سرت الليبية خلف خسائر لم تقدر بعد. كما استهدفت غارات لحلف الناتو ليل الخميس الى الجمعة دبابات لقوات موالية للقذافى فى منطقة الزنتان التى يقطنها حوالى 40 الف شخص وتبعد 150 كلم جنوب غرب طرابلس حيث تتكثف الاشتباكات مع المتمردين فيما تواصل طائرات الناتو طلعاتها فى سماء المنطقة اليوم الجمعة. وكانت الطائرات الفرنسية قد نفذت 211 طلعة الاسبوع الماضى فى ليبيا ودمرت 25 هدفا منها عشرون مدرعة وقطع مدفعية اى ما يوازى 15 الى 18 فى المائة من الغارات الجوية التى قامت بها بلدان التحالف مجتمعة وفق ما اعلنت مصادر عسكرية فرنسية.