لاتزال جهود قياديي حركتي فتح وحماس لتحقيق المصالحة الوطنية في فلسطين محفوفة بالمخاطر، وأكد يوسف رزقة، مستشار رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، أن توقيع اتفاق المصالحة الذي أبرم في القاهرة قبل يومين تأثر بالثورات لكنها ليست ثورة، لأن الأعداد للمصالحة منذ فترة طويلة اشتمل على حوارات في القاهرة وسوريا وقال هنية: “الثورات ساعدت على تحقيقه”، لكنه أوضح أن تلك الخطوة تظل محفوفة بالمخاطر ويجب على الجميع أن يحتاط ويتصرف بحكمة لان هناك معوقات داخلية وخارجية. ويؤكد الخبراء على أن الأوضاع في سوريا تحديدا هي ما دفعت بحركة حماس لبحث سبل المصالحة مع نظيرتها فتح ويفسر إسراع حماس لتوقيع اتفاق المصالحة الذي ظلت تواجه عراقيل منذ أزيد من 5 سنوات بعد أن قامت حماس التي تتلقى دعما من إيران وسوريا بطرد فتح من غزة العام الماضي، أقال عباس حكومة الوحدة المؤلفة من أعضاء من فتح وحماس وشكل حكومة خاصة به في الضفة الغربية، غير أن حماس أصبحت على قناعة تامة بأن قوتها أضحت مهددة بسبب ما يجول في محيط حزب البعث السوري من مخاطر تهدده بالسقوط. وبحسب الخبراء فإن حماس تود أن تكون أكثر جاهزية من أجل إعلان دولة فلسطين المرتقب، وبالنظر إلى الأوضاع في مصر وسوريا أصبحت حركة حماس مقتنعة بأن لا مستقبل سياسي إلا من خلال سقف دولي أو سقف نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وخلف الانقسام آثارا بالغة الخطورة على المجتمع الفلسطيني، محدثا فجوات وشروخا في العلاقات الإجتماعية بين الجيران والاقارب وعلاقات زملاء العمل، ففي دراسة أعدها مركز اعلام المرأة ذكرت بأن حوالي 84 % من الأسر الغزاوية قد تأثرت بالصراع، وأن 40 % من الأسر قد دفعت ثمنا من الدم أو الاعتقال أو المطاردة كنتيجة للصراع، وبأن 62 % من الأسر أفادت بأن حالة الانقسام قد تسببت في حدوث مشاكل داخل الأسرة. في هذا الصدد قال الدكتور ابراهيم ابراش، وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق “أمام المصالحة مشوار طويل محفوف بالمخاطر لان هناك قضايا تراكمت والمسألة لم تعد مرتبطة بمصالحة فتح وحماس فهناك حصار وشاليط والتهدئة، حيث اصبحت تدخل في اطار صفقة المصالحة” . من جهته، قلل القيادي في حركة فتح، نبيل عمرو، من أهمية مبادرة المصالحة الفلسطينية في ظل هذه الظروف التي تعيشها الدول العربية فيما أصبح يوصف بالربيع العربي، وقال عمرو “الذي حدث هو عمل بديهي جدا وهو مجرد تصحيح مسار خاطئ”. هذا ورحبت حركة حماس بتصريحات وزير الخارجية المصري الدكتور نبيل العربي والتي أعلن فيها بانه سيتم فتح معبر رفح البري خلال أسبوع أو 10 أيام. وقال طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة: “نرحب بالموقف الإيجابي والمتقدم للقيادة والحكومة المصرية، ونتمنى تطبيق القرار بسرعة لإنهاء معاناة غزة المتواصل بسبب الحصار”. ويقول محللون أيضا أنه على كل من حركة حماس و فتح المسارعة في التنسيق من أجل الدفع بالمصالحة إلى بر الأمان وتجنب المخاطر التي لاتزال تحوم حولها سيما من الجانب الإسرائلي، كما أن عدم الفصل في عدة ملفات استراتجية خاصة منها سلاح المقاومة الفلسطينية ومسألة القيادة والسلام مع إسرائل تعتبر أمورا حساسة تهدد مشروع المصالحة بالفشل. وأوضح كامران بخاري، المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة ستراتفور جلوبال انتيليجانس لاستشارات المخاطر السياسية “أن المصالحة ما كانت لتتحقق لولا الدور الاستراتيجي الذي لعبه المجلس العسكري الانتقالي المصري الذي قاد العملية لتتوصل نحو الاتفاق بين الفلسطينيين” وهو ما يعني أن المصالحة لم تكن خيارا داخليا بقدر ما كانت جهودا خارجية وضغوط أضعفت خيار الانقسام. هذا وأعلن موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، أن مصر ستوجه الدعوة، نهاية الأسبوع المقبل للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وقادة الفصائل الفلسطينية للتوقيع النهائي على اتفاق المصالحة.