هدّد سكان بلدية زغاية الواقعة على بعد 15 كلم عن مقر عاصمة الولاية ميلة بالخروج إلى الشارع، بسبب تماطل السلطات المحلية في إيجاد حل لأزمة الفيضانات التي اجتاحت الطريق الولائي رقم 2 ببينان بعد فيضان سد بني هارون، حيث أصبحت بلدية زغاية معزولة نسبيا عن باقي المناطق الغربية بالولاية وأكد بعض التجار أن تجارتهم أصابها الكساد بسبب عزوف تجار المناطق الغربية كبينان وفرجيوة عن القدوم إلى هذه البلدية بسبب المشكل المذكور، رغم شكاويهم العديدة والمتعددة للسلطات المحلية التي تبقى مكتوفة الأيدي ولم تسارع إلى إيجاد الحلول. ومن جهتهم، أعرب بعض السكان عن امتعاضهم الكبير من وقوف سلطات ميلة موقف المتفرج إزاء هذه الأزمة كما وصفوها، حيث طالبوهم بالإسراع في إيجاد انفراج لها أو اللجوء إلى لغة العنف والتي أصبحت - حسبهم - الحل لكل مشكل يواجه المواطن في الأيام الأخيرة. وفي سياق منفصل، تعرف بعض بلديات ولاية ميلة أزمة عطش خانقة، حيث أصبح أغلب سكانها يعتمدون على جلب هده المادة الأساسية من ينابيع المياه أو الاعتماد على أصحاب صهاريج الماء الشروب في توفيرها، والغريب في الأمر - كما يقول بعض المواطنين - أن سد بني هارون أصبح يجرف الطرق ويقطع بعضها الآخر بسبب الكميات الهائلة من المياه التي تصله نتيجة التهاطل الغزير للأمطار في الأيام الأخيرة بينما حنفيات سكان الأراضي التي يجتاحها هذا السد عطشانة. تجدر الإشارة إلى أنه وبعد بلوغ منسوب مياه سد بني هارون نسبة قياسية قدرت ب 750 مليون متر مكعب أي بزيادة 100 مليون متر مكعب، وهذا بعد التساقط الكبير للأمطار بالمنطقة في الأشهر الأربع الأخيرة كان من المنتظر أن يتم تزويد بلديات إضافية والتي قدرت بخمس بلديات زيادة عن بلديات من ولاية قسنطينة في خطوة أولية، كما كان من المنتظر أن يتم في وقت لاحق العمل بنظام التوزيع 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع وتزويد الولايات الأخرى بدءا من أم البواقي حسب ما أفاد به مسؤولو قطاع الري بالولاية.