دخل، نهاية الأسبوع المنصرم، 320 عامل بوحدة مركب “صوفاكت” للأغطية النسيجية بتيسمسيلت في إضراب مفتوح عن العمل، جراء انسداد سبل الحوار بين العمال وإدارة المركب حول المطالب الاجتماعية والمهنية التي طرحها العمال منذ قرابة سنة إثر إعادة هيكلة المركب. ويهدف الإضراب إلى احتواء الحركات الاحتجاجية التي ظلت متواصلة منذ ذاك الوقت بتسيير من مفتشية العمل، هذه الأخيرة أعلنت فشل عملية الصلح بين العمال والشريك الاجتماعي فيما يتعلق بالمنح المتنوعة والعمال المطرودين من أماكن عملهم واحترام العمال ووضع رزنامة تحدد مدة دفع رواتب العمال وفسح المجال للعمال الراغبين في التقاعد. ولعل النقطة التي أثارت غيظهم وغضبهم، هي عدم استلامهم لأجورهم منذ شهرين ونفاد المادة الأولية التي وعدت الإدارة بتوفيرها لإعادة الروح للمصنع، بعدما أحالتهم مؤخرا مدة حوالي شهر كامل على البطالة التقنية، وما زاد الوضع تأزما، حسب العمال، ما تردد عن قضية الديون التي وعدت السلطات بمسحها، وهي ديون متراكمة قبل إعادة الهيكلة، حيث وخلال فترة ما بعد الهيكلة عرفت المؤسسة انتعاشا ملحوظا في المداخيل، وأصبحت لها إمكانات ومؤهلات للاستمرار والمنافسة في السوق الوطنية وحتى الدولية. وقد كشف الكثير من العمال ل''الفجر'' التي زارتهم في موقع الاحتجاج، أن المؤسسة تتخبط في مشاكل وملفات ثقيلة كلها ضد مصالح العمال، حيث طالبوا بفتح تحقيق في ملف الخدمات الاجتماعية، وفي ظروف العمل السيئة ونقص وسائل الحماية والأمن، كما أوضحوا أن عيادة المؤسسة تفتقد إلى الطبيب وبعض الخدمات اللازمة، في الوقت الذي يعاني فيه البعض من عدة أمراض صحية ومزمنة. وعبر العمال عن استيائهم العميق من غياب دور السلطات المحلية وحتى المنتخبة في قضية إنقاذ هذه المؤسسة الوحيدة بالولاية من الضياع والحل، حيث تساءلوا عن مصير الملف الذي سلموها إلى أحد برلمانيي الولاية وعن نتائج زيارة الوالي الجديد للمؤسسة منذ أشهر، كما تطرق العمال إلى ملف الأجور التي لم تمسها الزيادة منذ سنة 1995 رغم المداخيل الحسنة، حيث لازال الكثير من العمال يتقاضون مرتبا شهريا يقدر ب4300 دينار فيما لا يتجاوز راتب أحسنهم 14 ألف دينار، مطالبين في ذات الوقت بالزيادة في الأجور.