أعرب أغلب من حضروا افتتاح الطبعة ال14 للصالون الدولي للبناء ومواد البناء “باتيماتيك”، التي يحتضنها هذه الأيام قصر المعارض بالصنوبر البحري، عن أسفهم وامتعاضهم من سوء التنظيم والفوضى التي يشهدها معرض من المفترض أنه حدث اقتصادي مهم يستقبل أكثر من 850 عارض من مختلف الدول العربية والأوروبية قامت “الفجر” بزيارة إلى قصر المعارض في اليوم الثاني من افتتاح الطبعة ال14 للصالون الدولي للبناء ومواد البناء “باتيماتيك”، والتي شهدت توافدا كبيرا للزوار، مقارنة باليوم الأول، باعتبار أن هذا الصالون الذي تنظمه الشركة ذات الأسهم “باتيماتيك إكسبو”، تحت شعار “بعد تحدي الكمية تأتي النوعية”، فرصة للمحترفين في قطاع البناء لتبادل الفرص والخبرات. ولمعرفة آراء المشاركين والعارضين فيما يخص تنظيم هذا المعرض الذي يعتبر أهم لقاء يجمع بين مختلف الفاعلين في قطاع البناء، أعرب جلّ العارضين الذين تحدثنا إليهم عن استيائهم وتذمرهم لانعدام الشروط الضرورية لإقامة المعارض. وفي هذا الإطار حدّثنا (ز.س) ممثل شركة خاصة مشاركة بالمعرض، عن انزعاجه من انعدام النظافة في جناحه، بالإضافة إلى وجود أعمدة إسمنت وسط بعض الأجنحة، وهو الأمر الذي جعل المكان ضيقا ويصعب التنقل داخله، وبالكاد يتسع لأربعة أشخاص. وفي ذات السياق قالت (ع.س)، مديرة شركة خاصة مشاركة، أنها تفاجأت بسوء تنظيم هذه الطبعة، رغم مشاركة شركتها لعدة مرات في الطبعات السابقة، مشيرة إلى أهم المشاكل والعراقيل التي صادفتهم منذ اليوم الأول، كغياب أعوان النظافة، ما يتوجب عليهم أن يدفعوا مبلغ 600 دج يوميا مقابل تنظيف المكان لأشخاص يحملون مكنسات كهربائية ويتجولون في قاعات العرض يعرضون خدماتهم للعارضين، تابعين لشركات نظافة خاصة، حسب محدثتنا. وفي نفس الإطار، كشفت محدثتنا عن نقص عربات جرّ السلع، وانعدام حنفيات المياه، الأمر الذي يجبرهم على الخروج بعيدا عن قاعة العرض لجلب الماء في دلاء، ناهيك عن انعدام أجهزة التكييف وعدم نظافة الجدران، مشيرة إلى أن عدد شارات الدخول والتنقل داخل القاعات بالنسبة لعدد العارضين وممثليهم محدد ولا يكفي لجميع الأفراد، ما يستدعي دفع مبالغ مالية أخرى من أجل الحصول على شارات أخرى. وأضاف السيّد (و.ر)، ممثل عن شركة أجنبية بالجزائر، مشاركة في المعرض، أن تنظيم هذه الطبعة مقارنة بالسنوات الماضية ليس في المستوى، قائلا: “دفعنا أموالا معتبرة للمشاركة في هذا المعرض، من أجل الحصول على الراحة، إلا أننا وجدنا أنفسنا نقوم بإضافة تعديلات على المكان وإحضار باقي المستلزمات الأخرى”. وأشار ذات المتحدث إلى انعدام قاعات الشاي أو مطاعم داخل قاعات العرض، ما يستدعي الخروج لتناول الطعام أو مشروبات على بعد أمتار، في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس الحارقة، بالإضافة إلى انعدام التوصيل الكهربائي لتشغيل بعض الواجهات الزجاجية، وهو الأمر الذي أثار استياء بعض المشاركين الأجانب الذين أجمعوا على وصف هذه الطبعة بسيّئة التنظيم. وبعيدا عن تذمر هؤلاء العارضين من سوء التنظيم الذي ميز طبعة السنة، أكد لنا ممثل شركة روسية تعمل في تصنيع الآلات والشاحنات المخصصة للبناء أن المشاركة في صالون “باتيماتيك” أضحت تقليدا لا غنى عنه بالنسبة له كونه يعتبر فرصة حقيقية لإبرام الصفقات بين المتعاملين الاقتصاديين، خاصة أن الجزائر فتحت ورشات كبرى وأضحت سوقا حقيقية بفضل المشاريع التنموية المدرجة ضمن المخطط الخماسي لرئيس الجمهورية، خاصة فيما يتعلق ببناء مليوني وحدة سكنية عبر مختلف ولايات القطر الجزائري، وهو نفس ما ذهب إليه ممثل مكتب دراسات كندي، حيث أكد أن صالون باتيمتاك يسمح للعارضين الأجانب بالإطلاع على فرص الاستثمار في السوق الجزائرية، كما يعتبر فضاء لتبادل الخبرات.