.. وقد أرجع المؤرخ اسحاق تلك التأويلات إلى آباء الكنسية، وخاصة القديس أغسطين والقديس يوحنا فم الذهب والقديس غرغس أو غريغوار الكبير... وعلى الرغم من الانتقادات اللاّذعة الموجّهة للأناجيل المقدّسة من كلّ من ي.اسحاق و ج.جيهودا (J.jehouda)، فقد نجحت الشبكة العنكبوتية اليهودية الصهيونية في وضع الحجر الأساس للتحالف اليهودي المسيحي، فقد مكنت المجمع الكنسي الذي جمع أساقفة ومسؤولي الكنيسة من كلّ أنحاء العالم في روما سنة 1963 من إصدار البيان التالي: “يؤكد المجمع صراحة ويوصي بترسيخ التفاهم والاٌحترام المتبادل بين اليهود والمسيحيين، وبالتالي فإن على كلّ فرد وعلى الجميع أن لا يعتبروا اليهود أمة منبوذة في شعائر الكنيسة، وحتى في المحادثات العادية، والامتناع عن أيّ حديث أو فعل يؤثّر على صورة اليهود والحذر من كلّ ما من شأنه أن يلزم يهود اليوم بعذابات المسيح”. وقد أسفر التصويت عن اٌحتجاج ورفض ممثلي الكنائس المشرقيّة، وعددهم 99 من مختلف الرتب الكنسية، وتأييد 1651 وتصويت 242 بنعم مع بعض التحفظات. 4 - الحلف المقدس الصهيوني المسيحوي. تمكّنت الشبكة العنكبوتية الصهيونية من تحقيق كلّ أهدافها، بدءًا بتبرئة اليهود من دم المسيح وانتهاءً بغرس تحالف يهودي مسيحي والنجاح في تحويل تلك التهمة الموجهة إليهم في كلّ الأناجيل إلى اتهام وعقدة ذنب تجاه اليهود منذ اعتناق الامبراطور قسطنطين للمسيحية بعد معركة جسر ميلفيوس سنة 312 م، حيث أصبحت المسيحية دين الدولة في أوائل القرن الرابع ميلادي. تمكّنت اليهوديّة بعد مجمع الفاتيكان الثاني من إنجاز انتصار تاريخي والاٌلتحام بالمسيحية دينا وثقافة، كما تتردد في أطروحة الحضارة اليهودية المسيحيّة باٌعتبارها مرجعيّة مشتركة بين إسرائيل وكلّ اليهود في العالم من جهة، والمسيحيين من كلّ المذاهب من جهة أخرى. وقد تفطّن البابا يوحنا بطرس الثاني إلى مضاعفات التنازلات التي قدمتها البابوية في عهد سلفه، فأقدم على قطع الحبل السري الذي يربط الكنيسة بالتقاليد اليهودية، فألغى عيد ختان المسيح الذي يستدل به اليهود على الأصل اليهودي للمسيح وعوضه بعيد “القديسة مريم أمّ الرب”. تجاهلت الكنيسة تحت ضغط اللوبيات الصهيونية المتحكمة في القرار السياسي ومراكز المال، والأعمال ونخبها العالمة والذكية، تجاهلت أن المسيح والمسيحية ولدت في فلسطين وأنّ أتباعها من القساوسة والأساقفة ومعتنقيها من العرب أو لنقل من غير اليهود قبل الإسلام وبعده في بلاد الشام والعراق ومصر والحبشة، قبل أن تصل إلى أروبا وغيرها من بلاد العالم القديم. ولا ننسى أن القديس أغسطين هو أب كنيسة روما ومؤسس لاهوتها الأكبر من أصل نوميدي في طاغيست أو سوق أهراس الحالية. بقلم: د. العربي ولد خليفة