أطلق التحالف الغربي حملة عسكرية هي الأعنف منذ بدء التدخل العسكري في ليبيا حيث خلفت حسب الحكومة الليبية 19 قتيلا. وتزامنت هذه الحملة العسكرية مع حملة دبلوماسية يقودها المجلس الانتقالي الليبي للحصول على دعم يمكنه من الاستيلاء على السلطة في حال تمت الإطاحة بالقذافي بالقوة، حيث حصل على دعم من واشنطن وأوروبا واعتراف من تركيا وطالب بدعم إفريقي روسيا تتمسك بالهدنة وتعترف بالمجلس شريكا في المحادثات حول ليبيا شهدت طرابلس ليل الاثنين إلى الثلاثاء قصفا هو “الأعنف” من قبل طائرات حلف الناتو التي أطلقت حوالي 18 صاروخا على موقع قرب باب العزيزية مقر إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي. وكشفت الحكومة الليبية أمس الثلاثاء أن حصيلة ضحايا الغارات التي نفذها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على “مواقع مدنية” في طرابلس الليلة الماضية ارتفعت إلى 19 قتيلا وأكثر من 130 جريحا. وقال المتحدث باسم اللجنة الشعبية العامة في ليبيا (الحكومة) موسى ابراهيم في تصريح صحفي “أن 19 مدنيا استشهدوا وجرح أكثر من 130 آخرين جراء القصف الذي تعرضت له مواقع مدنية بالعاصمة الليبية طرابلس الليلة الماضية”. ومن جهة أخرى أرسلت باريس مروحيات تيغر وغزال إلى ميدان القتال في ليبيا. وقال رئيس الوزراء آلان جوبه، حسب لوفيغارو، إن الهدف من إرسال المروحيات “تشديد الخناق على نظام القذافي، ونحن نريد التقدم وليس البقاء في هذا الوضع بشكل مؤبد”. ونقلت الصحيفة عنه قوله مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل إن فرنسا تسعى لتنفيذ ضربات دقيقة وتصعيد الوضع على الجبهة العسكرية. وبالموازاة مع الحملة العسكرية انطلقت حملة دبلوماسية للمجلس الانتقالي الليبي للحصول على دعم واعتراف دولي رغم انه لا يمثل كل الليبيين ومازال الغموض يكتنف الكثير عن جوانب إنشائه وأعضائه وتكوينه. واعترفت تركيا بالمجلس الوطني الانتقالي. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل، إن تركيا ترى المجلس ممثلا شرعيا للشعب الليبي، مشيرا إلى أن هذا الشعب لديه مطالب مشروعة وهناك حاجة إلى نظام سياسي ينسجم مع هذه المطالب. واعتبر أن “الانتقال إلى مثل هذا النظام يجب أن يجري بطرق سلمية، ومن أولويات تركيا حماية وحدة أراضي ليبيا والحفاظ على موقعها المحترم في المجتمع الدولي كدولة قوية وموحدة”. أما أوروبيا، ففي أول زيارة لمسؤول أوروبي لمدينة “بنغازي”، أكدت مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الأحد، عزم الاتحاد توفير الدعم للمعارضة الليبية المسلحة، وأوضحت في مؤتمر صحفي مقتضب مع مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطنى الانتقالي في ليبيا، أن الدعم سيشمل مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والأمن وإدارة الحدود. وشددت أشتون على أن الدعم “لن يتوقف على الوقت الحالي وإنما سيكون على المدى الطويل أيضاً”، وذلك قبل أن تدشن مكاتب البعثة الأوروبية التي ستكون في أحد فنادق بنغازي. ورغم أن هناك وجوداً فعلياً للاتحاد الأوروبي في ليبيا من خلال وكالة الإغاثة الإنسانية، فإن هذا المكتب سيركز على الاحتياجات غير الإنسانية وتنسيق دور الاتحاد الأوروبي في ليبيا. أما بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، فبعد زيارات مكوكية لمسؤولين من الانتقالي الليبي لواشنطن أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان اليوم الثلاثاء في بنغازي أنه سلم المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المتمردين شرق ليبيا دعوة رسمية لفتح مكتب تمثيلي له في واشنطن. وقال فيلتمان خلال مؤتمر صحافي “لقد سلمت باسم الرئيس باراك أوباما المجلس الوطني الانتقالي دعوة رسمية لفتح مكتب تمثيلي في واشنطن ونحن مسرورون بأنهم قبلوا الدعوة”. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان نشر بمناسبة زيارة فيلتمان لبنغازي أن هذه الزيارة “دليل آخر على دعم الولاياتالمتحدة للمجلس الوطني الانتقالي المحاور الشرعي للشعب الليبي وذو المصداقية”. وكان فيلتمان قد وصل ليل الأحد - الاثنين إلى بنغازي حيث التقى مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي يتقدمهم رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل، بحسب ناثانيال تيك المتحدث باسم الممثلية الأمريكية في بنغازي. وتعد زيارة فيلتمان الأولى من نوعها لمسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية إلى بنغازي. وفي موسكو، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي التقى البارحة عبدالرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي السابق ممثلا للثوار أن نهاية النزاع في ليبيا تمر بهدنة ومفاوضات بين المعارضين ونظام معمر القذافي. وقال في مؤتمر صحافي “إننا مقتنعون بأن وقف الأعمال الحربية والوصول إلى هدنة وحوار واتفاق هي أمور حتمية”. وأضاف “نحاول تقديم مساعدتنا لوقف إراقة الدماء”. ومن جهة أخرى قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن بلاده تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا شريكا شرعيا في المحادثات حول مستقبل ليبيا.