أعنف عمليات قصف منذ بداية عمليات الناتو على طرابلس الأمريكيون يحضّرون لعملية عسكرية "محدودة" و تسجيل 12 ألف قتيل في ثلاثة أشهر اعترفت أمس كل من روسيا و الأردن بالمجلس الانتقالي الذي شكلته المعارضة الليبية المسلحة في بنغازي كشريك وممثل شرعي للشعب الليبي، فيما دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية المعارضة إلى فتح مكتب تمثيلي لها في واشنطن، وهو ما تزامن مع تقديم مشروع للكونغرس يؤيد القيام بعملية عسكرية أمريكية محدودة. وقتل 19 شخصا وجرح 150 آخرون في هجمات شنتها مقاتلات الناتو على العاصمة طرابلس ليلة الاثنين إلى الثلاثاء في وقت مبكر من الصباح فيما وصفته تقارير إعلامية بأنه أعنف قصف منذ بدء الحملة العسكرية الجوية قبل شهرين، ونقلت الفضائيات صور العاصمة الليبية وهي تتعرض لقصف كثيف وأعمدة الدخان تتصاعد من عدة بنايات وقد سمع دوي حوالي 20 انفجارا في غضون نصف الساعة في العاصمة، وشوهد الدخان يتصاعد بالقرب من باب العزيزية مقر العقيد الليبي معمر القذافي، وردّت قوات ليبية بإطلاق النار من مضادات للطائرات، وأوضح موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية أن الهجوم استهدف مجمّع حراسة شاغر يخص متطوعين مؤيدين للقذافي، فيما أكد "الناتو" أنه استهدف منشأة لتخزين آليات حكومية بالقرب من مجمّع باب العزيزية الذي يضم مقر القذافي، وأوضح أن حكومة القذافي استخدمت هذه المنشأة منذ بدء القتال شهر فيفري الماضي، وقال مصدر من المعارضة، أن ما لا يقل عن 12 ألف شخص قتلوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وفي تطور لافت أعلنت المملكة الأردنية الهاشمية أمس على لسان وزير خارجيتها ناصر جودة، اعترافها بالمجلس الانتقالي للمعارضة كممثل للشعب الليبي، كما كشفت عن عزمها تعيين مبعوث دائم لها في مدينة بنغازي معقل المعارضة المسلحة، وقد أكد وزير الخارجية الأردني خلال محادثة هاتفية مع رئيس اللجنة التنفيذية في المجلس الانتقالي والمكلف محمود جبريل، أن "موقف الأردن مما يجري في ليبيا، هو موقف مبدئي وواضح وثابت"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، ومن جهته صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، بأن بلاده تعترف بالمجلس الانتقالي كشريك شرعي في المحادثات حول مستقبل ليبيا، مشيرا عقب لقائه بممثل المجلس الانتقالي عبد الرحمن شلقم إلى أن هذا الأخير أكد بأن المجلس لا يطلب الاعتراف به ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي، وإنما يطلب بالاعتراف به شريكا شرعيا في المحادثات حول مستقل ليبيا، وأعلن شلقم أن المعارضة الليبية لا تنوي إجراء مفاوضات مع العقيد معمر القذافي وأن عليه أن يتنحى ويوقف إطلاق النار. وفي أول تحرك قدم في الكونغرس الأمريكي بخصوص العمليات العسكرية في ليبيا، قدم أمس كل من النائب الديمقراطي جون كيري، والجمهوري جون ماكين، رسمياً مشروع قرار إلى الكونغرس يؤيد عملية "عسكرية أمريكية محدودة" في ليبيا، وإن كان القرار لا يمنح باراك أوباما بشكل صريح تفويضاً من الكونغرس لتدخل عسكري أمريكي في ليبيا، وذلك بعد موعد انتهاء مهلة الستين يوماً - يوم الجمعة الماضية- والتي بحسب قانون "صلاحيات الحرب" تتطلّب من أوباما الحصول بعدها على تفويض من الكونغرس للدخول في حرب بليبيا أو بدء سحب قواته، ولكن الرئيس الأمريكي لم يحترم المهلة ووجه رسالة إلى قادة الكونغرس يؤيد فيها مشروع القرار الذي قدمه كيري وماكين، وقال أنه يرحب به، وذلك فيما أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان من بنغازي، أنه سلم المجلس الانتقالي الذي شكله المعارضون المسلحون دعوة رسمية لفتح مكتب تمثيلي في واشنطن.