جدد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ضرورة إيجاد البلدان الإفريقية لحلول داخلية لمشاكلها وأزماتها، مقتصرا التدخل في القضايا المتصلة بمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة في الدعم اللوجستيكي والمالي والاستخباراتي، داعيا من منبره في قمة مجموعة الثماني المنعقدة بدوفيل الفرنسية، إلى تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية لأنها مصدر من مصادر تمويلها. قال رئيس الجمهورية، في الكلمة التي نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، إن الجهود التي تبذلها إفريقيا في مجال مكافحة الإرهاب وفروعه، يجب استكمالها لمشاركة تستجيب لحاجات إفريقيا، مركزا في هذا المضمار على أهمية التعاون في مجال الاستعلام والتكوين وتطوير القدرات وتمكين المؤسسات الإفريقية من التجهيزات الخاصة. وركز على النقص الموجود في الوسائل المادية للوقاية والمحاربة، مبديا الحاجات المستعجلة في هذا المجال، والتي حصرها في تجهيزات مراقبة الحدود والتجهيزات المكيفة لتعزيز القدرات العملياتية لوحدات التدخل والتصدي. ودعا فيما يتعلق بالاستعلام إلى “مواصلة ومنهجة تبادل تدفق المعلومات العملياتية، مع تسهيل إنشاء بنوك المعطيات وتحديثها في إفريقيا”، مؤكدا أن “تجفيف مصادر تمويل الإرهاب يفترض كذلك تجريم دفع الفدية للمجموعات الإرهابية التي تختطف الرهائن”. وثمن، أمس، رئيس الجمهورية، الشراكة بين القارة السمراء ومجموعة الثماني، في مجال السلم والأمن، مستدلا بمرافقتها لمسعى الاتحاد الإفريقي المتصل “بتهدئة بؤر التوتر والتسوية السلمية للعديد من حالات النزاع”. كما أشاد بأداء الأفارقة، قائلا “إن إسهام شراكتنا كان معتبرا خاصة في إقامة الهيئة المكلفة بالسلم والأمن”. ونقلت برقية وكالة الأنباء الجزائرية عن الرئيس أن إفريقيا تلتزم بحزم بتعزيز وتكييف أدوات عملها في مجال الأمن والسلم، مشيرا إلى أن “الأزمات أو النزاعات المدرجة في جدول أعمال مداولاتنا هذه أي الأوضاع في السودان والصومال وكوت ديفوار ومدغشقر هي بالذات الفضاءات التي تتجسد فيها هذه الشراكة”. واعتبر أن الدعم المالي واللوجستي والسياسي المواتي، يضمن نجاح إفريقيا للتكفل بمشاكلها وتسويتها، داعيا الأممالمتحدة والقوى غير الإفريقية إلى تصور دورها أولا وقبل كل شيء كعنصر دعم للقيادة الإفريقية في مجال السلم والأمن بالقارة. وعبر الرئيس عن أمل الأفارقة في تنسيق مجموعة الثماني والعمل مع بقية المجموعة الدولية، من أجل تنسيق أفضل للمساعدات المقدمة لإفريقيا وتأمين الاستباق الضروري والتمويل المستقر دعما لعمليات حفظ السلام في إفريقيا. كما شخص مقاربة الشراكة في مجال محاربة التهديدات المتقاطعة في إطار الديناميكية التي أطلقتها ندوة باريس الأخيرة التي صادقت على جملة من الإجراءات متعددة الأبعاد من أجل تعزيز التعاون في مجال محاربة المتاجرة بالمخدرات. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بوتفليقة يمثل القارة السمراء في النقاش الخاص بإفريقيا في مجموعة الثماني، إلى جانب رؤساء الدول المبادرة بالشراكة الجديدة من اجل تنمية إفريقيا نيباد والوزير الأول الإثيوبي بصفته الرئيس الحالي للجنة توجيه النيباد ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.