طالب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس،بلدان مجموعة الثمانية بضرورة تحمل مسؤوليتها في محاربة ظاهرة الإرهاب وكل الجرائم العابرة للأوطان، داعيا إياها إلى تقديم الدعم اللوجستيكي والتأييد السياسي لمواقف الاتحاد الإفريقي، كما حذر الرئيس بوتفليقة من تحول منطقة الساحل إلى فضاءات مواتية لتوسع المد الإرهابي نحو مناطق أخرى من العالم، مبديا ارتياحه من جهة أخرى لتأييد مجلس الأمن مقترح الجزائر القاضي بتجريم دفع الفدية للإرهابيين باعتبارها مصدرا من مصادر تمويل الإرهاب. مبعوثة »صوت الأحرار« إلى كندا : سهام مسيعد رئيس الجمهورية الذي وجه رسالة إلى البلدان المصنعة خلال مشاركته في قمة مجموعة الثمانية التي احتضنتها بداية من الأمس مدينة موسكوكا الكندية، أوضح أن إشكالية السلم والأمن تطرح نفسها من حيث تفاقم رقعة ظاهرة الإرهاب وصلاتها المطردة مع الإجرام المنظم العابر للقارات ومع المتاجرة بالمخدرات والأسلحة واختطاف الرهائن، وهو ما يمثل تحديا حقيقيا أمام المجموعة الدولية في الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. كما حذر الرئيس بوتفليقة من إمكانية تحول منطقة الساحل إلى فضاء موات لتوسع المد الإرهابي نحو مناطق أخرى من القارة و العالم، داعيا رئيس الجمهورية بلدان مجموعة الثمانية إلى ضرورة تحمل قسط من المسؤولية في محاربة الإرهاب ومختلف الظواهر الإجرامية العابرة للأوطان، مشددا على ضرورة تعزيز الشراكة بين أعضاء هذه المجموعة و البلدان الإفريقية لمكافحة التهريب و التجارة غير المشروعة وتعزيز السلم و الأمن الدوليين، وهذا من خلال مساندة الجهود التي تبذلها بلدان القارة السمراء من أجل تعزيز السلم و الاستقرار وإعادة السلم وإيجاد أفضل الظروف للتنمية المستدامة " إننا ننتظر من بلدان مجموعة الثمانية دعما لآليات التعاون المعتمدة على المستوى الجهوي، على غرار بلدان منطقة الساحل الصحراوي، من أجل التكفل بالفعل بمحاربة هذه الآفات وهذا في مجالات الاستخبارات والتجهيز والتكوين..... وإننا نرحب بكل عرض للتعاون الفعال تسنده عزيمة شركائنا القوية"، ومن جهة أخرى ثمن الرئيس بوتفليقة قرار مجلس الأمن قبول مقترح الجزائر حول تجريم دفع الفدية للإرهابيين ، معتبرا أن إدراج الأممالمتحدة للقرار رقم 1904 الصادر في ديسمبر 2009 يكون قد وضع تدابير خاصة لتجريم هذه الممارسات الكريهة للغاية والتي تشكل في جوهرها وغايتها مصدرا لتمويل الإرهاب" وذكر رئيس الجمهورية بمختلف الجهود التي بذلتها القارة السمراء في مجال توفير السلم والاستقرار والحكم الراشد من خلال وضع عديد من الهيئات الإفريقية على غرار مجلس السلم و الأمن، ولجنة العقلاء، معتبرا أن كل البرامج التي صاغتها إفريقيا شكلت أساسا لمباشرة شراكة طموحة مع مجموعة الثمانية، وهي اليوم في حاجة إلى دعم أكثر حزما من المجتمع الدولي ومن دول مجموعة الثمانية التي يجب عليها في المقام الأول أن تقوم بتقديم العون المالي واللوجستيكي والتقني للاتحاد الإفريقي ولبعثاته لدعم السلم و الحفاظ عليه، وتمكين الاتحاد الإفريقي من الاستفادة من الوسائل بشكل دائم، إلى جانب تقديم المساعدة في مجال التكوين، وتقديم الدعم السياسي للاتحاد الإفريقي في الهيئات الجهوية والدولية الأخرى. وأبدى رئيس الجمهورية تفاؤله إزاء نتائج قمة الثمانية في موسكوكا، مؤكدا أن دعم جهود إفريقيا في تحقيق الأمن و السلم سيكون إسهاما في استقطاب السلم و الأمن الدوليين.