دق الأطباء الأخصائيين في أمراض الدم في المؤتمر الدولي المنظم بوهران حول الهيموفيليا وسرطان الدم، ناقوس الخطر أمام الارتفاع الكبير في عدد الإصابات التي فاقت ال500 حالة، خاصة سرطان الدم الذي كان يقتصر في السابق على الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 55 سنة ليشمل اليوم جميع فئات العمر الأطباء يطالبون باعتماد تقنية زرع النخاع وفي هذا الإطار، يحصي مستشفى 1 نوفمبر 1954 بوهران أكثر من 40 مريض، بمعدل 25 بالمئة من المرضى، حيث يتكفل المركز بمرضى جميع ولايات الغرب، وذلك في ظل نقص التكفل الطبي الناجم عن ندرة الأدوية لمكافحة المرض في الوقت الذي توقفت فيه عملية زرع النخاع الشوكي في خلايا الدم بالمستشفيات، والذي من شأنه أن يقلّص من عدد المرضى، علما أن عمليات الزرع لم يتم تعميمها عبر جميع مستشفيات الوطن ما عدا مستشفى 1 نوفمبر 1954 بوهران والعاصمة، وذلك نتيجة نقص إمكانيات العمل من معدات طبية و غيرها. دعا من جهتهم الأطباء المشاركين في المؤتمر إلى ضرورة توفير الأدوية بالمصالح الطبية وذلك بعدما نفد المخزون، ما جعل حياة المئات من المرضى في خطر، فيما أفاد مصدر من وزارة الصحة أن فاتورة أدوية أمراض الدم تكلف الدولة سنويا ما قيمته 2 مليار دولار، وبالرغم من ذلك فإن العجز مطروح دائما. وقال الدكتور العربي، أخصائي في أمراض الدم إن عدد الإصابات بالمرض في ارتفاع كبير، إلا أن نقص إمكانيات العلاج تزيد من عرقلة مجهودات الأطباء، حيث تبقى كل التطلعات منصبة حول عملياتلزرع النخاع، فيما تبقى الأبحاث متواصلة لمعرفة أسباب تضاعف الإصابات، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الاستعمال المفرط للمبيدات الكيماوية على المنتوج الفلاحي للفلاحين وراء الإصابة بالمرض، إذ تلحق تلك الأدوية الكيماوية أضرارا خطيرة على صحة المستهلك. وفي ذات السياق، طالب البروفيسور بيكاجا محمد الأمين، رئيس الجمعية الوطنية لأمراض الدم أن من بين أهداف المؤتمر توحيد طريقة الفحص والعلاج مع جميع الأطباء الأخصائيين عبر 14 مصلحة طبية مختصة في مكافحة المرض بالوطن، وذلك من أجل الخروج بنتائج موحدة في العلاج. أطباء من التشيك يعرضون تجربتهم في المؤتمر لمعالجة مرض الهيموفيليا عرض البروفيسور بلاتمي من جمهورية التشيك تجربة بلاده في معالجة المرضى المصابين بالهيموفيليا أو تخثر الدم وهو نوعان منه وراثي وغير وراثي الذي أصبح يقتل العديد من المرضى بالجزائر نتيجة نقص أكياس الدم من المتبرعين وكذا ندرة الأدوية، حيث طالب بلاتيمي بضرورة استخدام دواء أو جينات لمعالجة المرض وهو الدواء الذي تم إطلاقه من قبل المخابر الأوروبية منذ أزيد من 6 سنوات، إلا أنه نظرا لتكاليفه الباهظة لا يتم استيراده بالكمية الكافية، و ذلك ما بات يطرح كل مرة عجزا في المصالح الطبية بالمستشفيات ويجعل الأطباء في حيرة من أمرهم، خاصة مستشفى الأطفال بوهران الذي حطم الرقم القياسي في عدد الوفيات في الوقت الذي يقدّر فيه عدد المصابين بالداء بالوطن أكثر من 3500 مريض في حين يقدّر عدد المصابين بداء طلاسيميا أو فقر الدم ب 1500 مريض.