كشف مجموعة من الأطباء المشاركين في المؤتمر الأورو إفريقي الثاني للأمراض التنفسية والمناعة العيادية، عن وجود ما قدره 80 ألف شخص مصاب بمرض الربو بمدينة وهران، وأن النسبة الأكبر منهم يقطنون بالمنطقة البترو كيماوية لأرزيو، في حين وصل عدد المصابين عبر الوطن المليون شخص، و5 آلاف آخر يعاني من سرطان الرئة، و200 ألف مريض مصاب بالالتهاب الرئوي الحاد. ذكر المختصون المشاركون في المؤتمر أن 15 بالمائة من سكان الجزائر مصابون بالحساسية، إلى جانب حدوث مضاعفات قوية وخطيرة لدى فئة الأطفال. وقال من جهته البروفيسور زيان، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي لوهران، إن وضع البيئة اليوم بوهران، على غرار باقي ولايات الوطن، بات ينذر بوقوع كارثة صحية بعد تزايد نسبة التلوث في طبقة الجو، والتي تحدث اختناقا صعبا، مما زاد من ارتفاع عدد المصابين بأمراض لها علاقة بالجهاز التنفسي، بعد إحصاء 80 ألف مريض بالمستشفى الجامعي بوهران يعانون من داء الربو، مضيفا أن العلاج يكلف المريض ما قيمته 30 ألف دينار. وركز المتحدث مشيرا إلى أن نقص الفضاءات الخضراء، والتي تحولت عبر العديد من المواقع إلى ورشات للعمل كما هو حال شارع سيدي الشحمي، وكذا وسط المدينة، وشارع مستغانم التي تحولت فيها كل المساحات الخضراء إلى ورشات عمل لإنجاز البناءات. سكان أرزيو الأكثر تضررا تسجل الجزائر سنويا أرقاما مخيفة بالنسبة للأشخاص المصابين بالالتهابات التنفسية بعد الانتشار الواسع للدخان والغازات السامة الناجمة عن قطاع الصناعة أو من السيارات، مضيفا أن المرضى الذين يفقد الأطباء الأمل في علاجهم يحولون مباشرة إلى منازلهم بعد اليأس من علاجهم، كما هو حال العديد من المرضى بالمنطقة البتروكيماوية لأرزيو، ومجمع سوناطراك، والتي جعلت المصالح الطبية تسجل يوميا حالة في كل منزل بحيث لا تخلو عائلة من الإصابة بمرض الربو أو الحساسية الناجمة عن تطاير الميكروبات والجراثيم والغازات السامة المتسربة من المركبات الخاصة بالمحروقات. من جهته طلب البروفيسور برابح، رئيس جمعية الأطباء الأخصائيين للأمراض الصدرية بالجهة الغربية، بضرورة وضع سياسة رشيدة للتكفل بالمرضى، وكذا مكافحة التلوث البيئي مع خلق تناسق في الرؤية بين الأطباء وكذا السياسيين والسلطات المحلية، وذلك من أجل إعداد شبكة وبرامج عمل موحدة تصب في تطهير المحيط البيئي للتقليص من عدد الإصابات المرضية، وكذا التقليص من فاتورة الدواء التي باتت تكلف الدولة ملايير الدينارات بالعملة الصعبة، مع ضرورة إشراك جميع القوى الفاعلة في قطاع الصحة للوصول إلى صفر إصابة مستقبلا، إلا أن ذلك يبقى مجرد طموح بعيد المنال أمام الوضع المزري الذي آلت إليه البيئة اليوم، وغياب المصالح المختصة من أجل خلق بيئة نظيفة ومستدامة، وذلك ما تم تسطيره منذ أزيد من 15 سنة، لكن لا حياة لمن تنادي أمام تفاقم الوضع وتدهور المحيط والبيئة. انتشار الإصابة لدى الشباب تثير القلق وحذرت من جهتها السيدة براهيمي زهرة، رئيسة جمعية حماية ورعاية المريض، من الوضعية الخطيرة للبيئة وغياب استراتيجيات من قبل السلطات المحلية وعجز مديريات البيئة على مستوى وهران في التكفل بالملف الذي أصبحت وضعيته لا تدعو إلى التفاؤل، بعد تزايد عدد الحالات المرضية من السكر وارتفاع الضغط الشرياني وكذا أمراض القلب والسرطان وغيرها، حيث كانت هذه الأمراض سابقا لا تظهر في سن مبكرة من عمر الإنسان إلا بعد الخمسين لكن اليوم من 18 سنة إلى فوق، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر ويطلق صفارة الإنذار.