دق المختصون في طب الأعصاب بوهران ناقوس الخطر بعد تزايد عدد الحالات المصابة بداء الصرع، خاصة عند الأطفال حديثي الولادة، وذلك في غياب التكفل الطبي الحقيقي بهذه الفئة• وتتواجد على المستوى الجهوي جمعية الأمل التي تعد الوحيدة من نوعها بدائرة سيف ولاية معسكر، التي تتكفل بشكل نسبي بهذه الشريحة التي تعاني من المرض والأزمات العصبية التي تنتابها بين الحين والآخر• وأكد من جهته البروفيسور رزقي، رئيس المجلس العلمي لولاية البليدة ومختص في أمراض الأعصاب، أن داء الصرع اليوم أصبح عدد المصابين به في تزايد مستمر خاصة عند الفئة أقل من 18 سنة• وأضاف أن 80% منهم يعانون من أزمات شديدة كثيرا ما تتسبب في إحباطات نفسية لديهم خاصة الأطفال المتمدرسين الذين يجدون أنفسهم في عزلة عن بقية زملائهم، وذلك ما يجبرهم على مغادرة أقسام الدراسة في سن مبكرة، لغياب التكفل النفسي بهم، بعدما يتم وضعهم غالبا في زاوية منعزلة عن بقية زملائهم• وأشار البروفيسور أن أغلب الحالات المعرضة للإصابة بالداء أعمارهم تترواح ما بين 45 إلى 50 سنة، وهي الفئة الأكثر إصابة بمرض ''باركينسون'' الذي بدأ يتفشى في المجتمع بشكل كبير، أمام نقص في عدد الأطباء المختصين، إلى جانب الإنتشار الواسع لمرض العضلات والذي يعد نوعا من الأمراض الناجمة عن الأعصاب، ويعتبر وراثيا يمس فئة الأطفال بشكل كبير• وبالرغم من ذلك تبقى عملية تشخيص الداء منعدمة، والجزائر لازالت - كما يضيف محدثنا - عاجزة عن التأقلم مع الحالات المرضية لهذا الداء، حيث أن الجزائر متأخرة في التكفل بالمرضى الذين يتضاعف عددهم يوما بعد يوم، كما أن الأدوية الخاص بالمرضى لا تتوفر عند الصيدليات، وذلك ما انعكس سلبا على لاحالة الصحية للمرضى• وتم إحصاء في صفوفهم أزيد من 40 بالمئة من الحالات المرضية معرضة للإصابة بالإعاقة وشلل الأطراف قبل الوفاة، والأرقام في تصاعد كبير• تسجل من جهتها المصالح الطبية بالمستشفيات أرقاما كبيرة في عدد الحالات المرضية التي يتم استقبالها يوميا وكذا في عدد الوفيات هذا إذا علمنا أن مرضى صدمة شريان المخ والذي يعد من بين أمراض الأعصاب لوحده يتسبب سنويا في وفاة بين 20% إلى 30% من المرضى، وهي الأرقام التي تبقى أكثر مما هو موجود بالعديد من الدول كتونس والمغرب• ما دعت الجمعيات الطبية إلى التكفل بالمرضى لتحقيق سياسة صحية حقيقية وتوفير إمكانيات العمل من الأجهزة الطبية، خاصة أن الكثير من المصالح الطبية منها مستشفى أول نوفمبر 45 بإيسطو بوهران عرف مؤخرا شراء العديد من الأجهزة الطبية، لكنها لازالت موضوعة داخل صناديق دون الإستفادة منها، فيما تم استخراج البعض الآخر من الصناديق لكن غياب المختصين في التعامل معها جعل وجودها مثل عدمه•• في الوقت الذي يبقى فيه المريض يعاني ويتألم ويموت في صمت• في ذات السياق تنظم الجمعية الوطنية لأمراض الأعصاب خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 11 جوان بعنابة مؤتمرا وطنيا للبحث عن الآليات والوسائل البديلة للتكفل بالمرضى، إلا أن النقص المطروح في عدد الأطباء المختصين بولايات الوطن يقف عائقا أمام التكفل بأكثر من 600 ألف مريض يعاني من أمراض الأعصاب، بعدما وصل الرقم إلى 320 طبيب، خاصة أن معظمهم أصبح اليوم يفضل العمل في الخارج•• هذا إلى جانب غياب التكوين بالنسبة للأطباء، وذلك من أجل مسايرة آخر تقنيات في العلاج في الكثير من دول العالم التي قطعت شوطا كبيرا في التكفل الحقيقي بالمرضى، خاصة أن الجزائر - حسب رئيس الجمعية الوطنية لأمراض الأعصاب - تحتاج إلى 600 طبيب مختص للتكفل بالعدد الهائل من المرضى•