أعلن التكتل المستقل للأطباء المقيمين، أن رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، وخلال استقباله لممثلين عنه يوم “الأربعاء الأسود”، أكد لهم أن البرلمان سيفتح تحقيقا خاصا حول “نظام الخدمة المدنية” وهو التحقيق الذي ستشرف عليه لجنة مكونة من خبراء ومختصين في الصحة والتسيير، وبناء على نتائجه سيتم الفصل في هذا الملف، مشيرا إلى أن لقاءً وطنيا سيعقد اليوم بجمع مندوبي الأطباء المقيمين على المستوى الوطني، ستتم فيه دراسة كل التطورات بما فيها قضية رفع دعوى قضائية بصفة جماعية ضد الاعتداءات التي تعرض لها أصحاب المآزر البيضاء بساحة أول ماي الأسبوع المنصرم. وتأسف التكتل المستقل للأطباء المقيمين من الطريقة التي قوبل بها أصحاب المآزر البيضاء يوم “الأربعاء الأسود” والأساليب القمعية التي مورست على العشرات، والتي خلفت العديد من الجرحى بإصابات متفاوتة، هي حاليا محل جمع شهادات طبية ستسلم للمتضررين الواحد تلو الآخر، قصد معرفة درجة وحجم الأضرار التي ألحقت بهم خلال المواجهات مع قوات مكافحة الشغب ومصالح الأمن، والتي لم تتوان في ذلك بالرغم من أن الاعتصام الذي نظمه الأطباء المقيمون داخل المستشفى الجامعي مصطفى باشا، كان سلميا وحتى المسيرة التي أرادها الأطباء تعبيرا عن غضبهم للرد على تصريحات الوزير أحمد أويحيى، أرادها هؤلاء سلمية لكن ارتباك أصحاب البذلة الزرقاء عجل بمواجهات شديدة جعلت ساحة أول ماي وكأنها حلبة. واعتبر أحد مندوبي التكتل المستقل للأطباء المقيمين، الدكتور مروان سيد علي، في تصريح ل”الفجر” أن حالات الجرحى في صفوف الأطباء المقيمين هي قيد الإحصاء، متوقعا أنها تتعدى العشرين حالة وهي الأرقام التي سيتم الإعلان عنها اليوم خلال لقاء وطني سيجمع كل مندوبي الأطباء المقيمين بالعاصمة لدراسة ومناقشة كل التطورات التي حدثت منذ الإضراب الذي يدخله الشهر الثالث عن قريب، دون أن تتخذ وزارة الصحة إجراءات تنهي الأزمة، مؤكدا أن التحضير لرفع دعوى قضائية جماعية ضد المتسببين في جرح الزملاء ستكون بموافقة هؤلاء أولا، وتتم بصفة جماعية وخلال هذا اللقاء أو كأقصى تقدير خلال الأسبوع الجاري، سيعلن عن الجهة التي ستتابعها قضائيا. وندد المتحدث بصمت أساتذة العلوم الطبية إزاء ما يحدث لهم، معربا عن أسفه من موقفهم هذا في الوقت الذي قال “نحن خرجنا للتعبير عن رفضنا للخدمة المدنية وطالبنا بإيجاد بديل لها يضمن ويكفل التغطية الصحية وتعرضنا للضرب المبرح وهؤلاء يتفرجون علينا وكأننا لا نعنيهم، ومستقبلنا بين أيديهم كيف يعقل هذا؟” ونحن “قدمنا حلولا لإعادة هيكلة السياسة الصحية لكن لا جدوى من ذلك”. وكشف المتحدث أن اللقاء الذي جمع وفدا عن التكتل المستقل للأطباء المقيمين الذي تمكن من الوصول إلى المجلس الشعبي الوطني يوم “الأربعاء الأسود” بشارع زيغود يوسف، واستطاعوا مقابلة رئيسه عبد العزيز زياري، هذا الأخير أكد لهم، حسب ما ذكره الدكتور مروان سيد علي، أن البرلمان سيفتح تحقيقا حول “نظام الخدمة المدنية” تشرف عليه لجنة مكونة من خبراء ومختصين في قطاع الصحة والتسيير لإثبات نجاعة أو فشل هذا الأخير، الذي كان محل انتقادات لاذعة من قبل المختصين الذين أكدوا فشله، أمام استمرار الوصاية في تجاهل مطالبنا.