يبدو أن خلفية التدخل العسكري في ليبيا بدأت تتكشف للرأي العام شيئا فشيئا، حيث أعلنت كل من باريس وواشنطن أمس بقاء قوات الناتو في ليبيا حتى بعد انتهاء القتال بين قوات القذافي والمعارضة الليبية بحجة تقديم المساعدات الإنسانية، ما ينم عن مخطط لاحتلال ليبيا والسيطرة على ثرواتها، لأن القرار الأممي 1973 فوض للناتو التدخل لوقف مقتل المدنيين وليس للبقاء بعد انتهاء مهمته لأن الوضع سيتحول هنا إلى احتلال رجح قائد البحرية الفرنسية انتشار قوات التحالف في ليبيا بمجرد انتهاء القتال لتقديم المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن بلاده لن ترسل قوات برية للتعجيل بنتيجة القتال. وقال الأميرال بيير فرانسوا فوريسيه لوكالة رويترز إنه بمجرد تحقيق حلف شمال الأطلسي (ناتو) أهدافه العسكرية المقررة فستكون البلاد بلا شك بحاجة إلى مساعدات إنسانية وستكون الوسائل العسكرية هي المستخدمة في المرحلة الأولى لأنها الأسرع والأسهل في التنفيذ. ومن جهة أخرى رفض الكونغرس قراراً يطالب بالانسحاب من العمليات في ليبيا خلال أسبوعين، ما يعني إصرارا أمريكيا على مواصلة البقاء في ليبيا كما صوّت مجلس النواب الأمريكي، الجمعة، لمصلحة قرار يوبّخ الرئيس أوباما لفشله في استشارة الكونغرس قبل أن يقرر التدخل العسكري في ليبيا ويطالب بعدم إرسال أي قوات برية إلى هناك،. وجاء في القرار أن الرئيسَ فشل في تقديم سبب مقنع متعلق بالمصالح الأمنية القومية الأمريكية يبرر التدخل الأمريكي في ليبيا. وقال جون بينر، رئيس مجلس النواب، وهو من الحزب الجمهوري: "لم يشرح سبب التدخل ونحن نطالبه (أوباما) بسلسلة من التفسيرات". وجمع الجدل في شأن التدخل الأمريكي في ليبيا بين حلفاء غير تقليديين في الكونغرس. من ناحية هناك الديمقراطيون الذين لا يريدون التدخل الأمريكي في الخارج، والجمهوريون الذين لا يريدون صرف أموال على صراعات أخرى، هناك أيضاً من الجمهوريين من أراد كسب نقاط سياسية ضد أوباما. وقال تود جازيانو، من مركز هيريتيج: "القرار هذا يذكر الرئيس بأنه كان من المفروض أن يتواصل بشكل أكبر مع الكونغرس ويقدم لأعضائه وللشعب الأمريكي حججا وتفاصيل عن التدخل وأهدافه. قضى الرئيس فترة أطول في إقناع الحلفاء الأجانب بالوقوف إلى جانب القرار، ما قضاه في إقناع الأمريكيين أنفسهم". ولا يغير القرار من الوقائع على الأرض، لكنه أشار إلى جدل آخر حول دور الكونغرس في إعلان الحربِ والتدخلات العسكرية. فهناك مشروع قرار قدمه أحدُ الديمقراطيين الليبراليين، دينيس كوسينيتش، يطالبُ بسحبِ القوات والموارد الأمريكية من الصراع خلال الأسبوعين المقبلين على أساس أن الكونغرس لم يصوتْ على التدخل في ليبيا. وهذا القرار لم تتم الموافقة عليه، وأحد أسباب فشلهِ هو أن عدداً من أعضاء الكونغرس يعتبرون أن قراراً يأمر الرئيس بسحب القوات هو غير شرعي.