أعربت الصحف البريطانية، أمس الأربعاء، عن مخاوفها من تورط بريطانيا في النزاع في ليبيا ومواجهة "فيتنام جديدة" بعد قرار لندن ارسال مستشارين عسكريين لدعم الثوار الليبيين. وكتبت صحيفة "الغارديان" انه "علينا ان نذكر بان القرار الدولي 1973 لا يجيز للدول بتقديم الدعم للثوار والدفاع عن المجموعات المسلحة او طرد (معمر) القذافي". واضافت "كما انه لا يجيز غزو قوات للبلاد كما حصل في العراق (...)، لكن في الواقع هذا ما يحصل تماما. وعلينا الا نخدع انفسنا لان هذه العملية اطلقت". وقالت صحيفة "تايمز" ان ارسال مستشارين "اثار على الفور مخاوف من تورط بريطانيا" في النزاع الليبي، مشيرة الى ان "شبح حرب فيتنام يهيمن على النقاشات حول اي نوع من التدخل في ليبيا". وعنونت صحيفة "ديلي ميل" على صفحتها الاولى "تحذير حول مخاطر فيتنام جديد" مؤكدة تصريحات ادلى بها بعض النواب. وشددت الديلي تلغراف على "المخاوف من تورط بريطانيا في نزاع مثل حرب فيتنام". وقالت الصحيفة ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد "كاميرون استبعد في نهاية الاسبوع الماضي اي احتلال او غزو لليبيا لكنه اختار كلماته بعناية فائقة ليترك الباب مفتوحا لانتشار عسكري على الارض الذي سنشهده عن قريب". واضاف المصدر ان "كل تطور جديد في هذا النزاع يترك الانطباع بوضع استراتيجية بطريقة مرتجلة". والثلاثاء دق عدد من البرلمانيين ناقوس الخطر. وقال النائب الليبرالي الديموقراطي منزييس كامبل إن "ارسال مستشارين بهدف محدود يدخل بالطبع في اطار القرار 1973 لكن هذا يجب الا يعتبر مرحلة اولى لانتشار عسكري لاحق". واضاف ان "حرب فيتنام بدأت بارسال مستشارين عسكريين، علينا التحرك بحذر كبير". من جهته، قال النائب العمالي ديفيد وينيك "هناك خطر التورط" في ليبيا منتقدا "التصعيد في التورط البريطاني" في ليبيا. بعد صدور قرار مماثل للحكومة البريطانية فرنسا ترسل ضباطا في مهمة لدى المجلس الوطني الانتقالي اعلنت الحكومة الفرنسية، أمس الأربعاء، ان عددا قليلا من الضباط الفرنسيين سيقوم بمهمة لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، غداة صدور اعلان مماثل عن بريطانيا. قالت كريستين فاج مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "في اطار تعاوننا الثنائي مع سلطات المجلس الوطني الانتقالي ارسلت فرنسا الى مبعوثنا الخاص في بنغازي عددا صغيرا من ضباط الاتصال يقومون بمهمة اتصال لدى المجلس الوطني الانتقالي". وبحسب المتحدث باسم الحكومة فرنسوا باروان فان عددهم اقل من 10. واعلنت لندن الثلاثاء ارسال مستشارين عسكريين لدى الثوار الليبين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ان "اقل من عشرين عسكريا بريطانيا ارسلوا" الى ليبيا من دون ان يحدد "لأسباب أمنية" التاريخ المحدد الذي سيرسل فيه الفريق الى بنغازي معقل الثوار. ويأتي اعلان فرنسا وبريطانيا في حين يطالب الثوار في ليبيا بتدخل غربي على الارض استبعده حتى الان القرار الدولي 1973 وكذلك باريس ولندن. وأكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه مجددا هذا الموقف، أمس الأربعاء، لدى خروجه من الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء. قوات القذافي متفائلة بتحقيق النصر الثوار يطالبون بقوات غربية على الأرض طلب الثوار الذين يسيطرون على مدينة مصراتة المحاصرة لاول مرة تدخل قوات غربية برية في ليبيا لدعمهم، في حين اعلن سيف الاسلام القذافي نجل معمر القذافي، ان نظام والده سينتصر. وقال نوري عبد الله عبد العاطي احد قادة الثوار في هذه المدينة الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس، مساء الثلاثاء، للصحافيين ان الثوار يطالبون بارسال جنود بريطانيين وفرنسيين الى مصراتة على اساس مبادئ" انسانية واسلامية". واضاف محذرا "اذا لم يأتوا سنموت"، وتابع "نحن كنا (حتى الساعة) نرفض وجود اي جندي اجنبي في بلادنا، ولكن الان نحن نواجه جرائم القذافي ونطالب على اساس مبادئ انسانية واسلامية ان يأتي احد ويوقف المجزرة". وافاد مصور لفرانس برس ان المدينة المحاصرة كانت الثلاثاء لا تزال مسرحا لمعارك عنيفة بين الثوار وقوات القذافي. وتعرضت المدينة للقصف من قبل قوات القذافي ودارت معارك في ضاحيتها الجنوبيةالشرقية اوقعت قتيلا في صفوف الثوار بحسب احد المتمردين الذي اشار الى ان عدد القتلى في صفوف قوات القذافي يقدر بمئة. واضاف ان "القذافي ارسل جنودا في حوالى ثلاثين سيارة مدنية الى جنوب شرق البلاد. ودارت معارك عنيفة جدا. وربما قتل 100 جندي ليبي" موضحا ان الثوار "حالفهم الحظ" وتمكنوا من مباغتة القوات النظامية. وقال سيف الاسلام خلال مقابلة مع تلفزيون "الليبية" الرسمي "انا متفائل جدا... سننتصر... الوضع يتغير كل يوم لصالحنا". وبعد شهر على تدخل تحالف دولي في ليبيا في 19 مارس يبدو ان الوضع في ليبيا في طريق مسدود. واعلنت الحكومة الفرنسية امس الاربعاء ان عددا ضئيلا من الضباط الفرنسيين سيقوم بمهمة لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، غداة اعلان لندن ارسال مستشارين عسكريين الى المجلس الوطني الانتقالي لتحسين تنظيمه العسكري واللوجستي. والثلاثاء حلقت طائرات تابعة لحلف شمال الاطلسي فوق مصراتة، ولكن الحلف اشار الى ان قدرته على حماية المدنيين محدودة جدا بسبب استخدام قوات القذافي مدنيين دروعا بشرية. واعلن رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون ان فرنسا "ستكثف" ضرباتها الجوية في ليبيا لحماية المدنيين من "القصف العنيف الذي تتعرض له العديد من المدن في ليبيا على يد القوات الموالية للقذافي"، لكن جوبيه اعرب عن "معارضته" لتدخل بري وشدد فيون على ضرورة "ايجاد حل سياسي" للنزاع. وقال خلال مؤتمر في كييف "يجب ايجاد حل سياسي اي الشروط لفتح حوار لتسوية الازمة الليبية". واكد وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي لبي بي سي ان مثل هذه المبادرة "ستطيل امد" النزاع. وقال "نعتبر ان اي وجود عسكري يمثل خطوة الى الوراء واننا واثقون من انه اذا توقف قصف (الحلف الاطلسي) مع وقف فعلي لاطلاق النار يمكننا بدء حوار مع كافة الليبين عحول مطالبهم: الديموقراطية والاصلاحات السياسية والدستور والانتخابات". ومنذ منتصف فيفري اوقع النزاع 10 الاف قتيل و55 الف جريح، حسب ما نقل وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني عن المجلس الوطني الانتقالي. واعلنت الولاياتالمتحدة انها نفذت اكثر من 800 طلعة جوية منذ تولي الحلف الاطلسي قيادة العمليات في 31 مارس. ورأى نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ان الحلف الاطلسي لا يحتاج الى الولاياتالمتحدة في ليبيا. واكد ان واشنطن ستلعب دورا مفيدا اكثر في بلدان اخرى مثل باكستان او مصر. وفي موازاة ذلك استمر تدفق المساعدات الانسانية الدولية الى ليبيا. وبدأ برنامج الاغذية العالمي بنقل برا عبر تونس اغذية ل50 الف شخص في اقصى غرب البلاد، حيث اشتدت المعارك. وفي مصراتة حيث لا يزال اربعة آلاف مهاجر عالقين في ظروف كارثية، رست سفينة انسانية تابعة للصليب الأحمر، الأربعاء، بحسب مراسل فرانس برس، في حين اعلنت المنظمة الدولية للهجرة القيام بثالث عملية اجلاء لمهاجرين. حكومة طرابلس تحذر إرسال فريق بريطاني عسكري إلى بنغازي سيؤثر على فرص السلام حذر وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي، أمس الأربعاء، بريطانيا من أن إرسال فريق عسكري إلى بنغازي سيطيل القتال ويؤثر على فرص السلام في ليبيا وأوضح العبيدي في تصريح للصحافة "نعتقد أن أي وجود عسكري هو خطوة إلى الوراء ونحن على يقين أنه إذا توقف قصف طائرات منظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" سيكون هناك وقف حقيقي لإطلاق النار وإمكانية فتح حوار بين كل الليبيين حول ما يريدون مثل الديمقراطية والإصلاح السياسي والدستور والانتخابات". وقال المسؤول الليبي "ان الانتخابات ستغطي كل قضية يثيرها الليبيون كما يمكن وضع أي شيء على طاولة الحوار بما في ذلك مستقبل العقيد معمر القذافي". واقترح اعتماد وقف لإطلاق النار تليه فترة انتقالية مدتها ستة أشهر للتحضير للانتخابات تحت إشراف الأممالمتحدة وعلى النحو الذي اقترحته خطة خارطة الطريق للاتحاد الإفريقي. وقال إن الحكومة الليبية "تبذل كل جهد ممكن لمساعدة منظمات الإغاثة الدولية على تقديم المساعدة للناس في مصراتة". المعارضة وعدت بمحاولة إرساء الديمقراطية ساركوزي يتعهد لزعيم الثوار بتكثيف الضربات على ليبيا قال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان له امس ان المعني تعهد لمصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض، أمس الأربعاء، بأن تكثف فرنسا الضربات الجوية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. ولم يذكر المزيد من التفاصيل بشأن تكثيف الهجمات. وبعد محادثات في قصر الاليزيه وهو أول اجتماع له مع الرئيس الفرنسي. وقال عبد الجليل للصحفيين انه وجه الدعوة لساركوزي لزيارة مدينة بنغازي الليبية التي تسيطر عليها المعارضة في شرق البلاد. وقال أيضا إن المعارضة تعهدت بمحاولة ارساء الديمقراطية في ليبيا، بحيث يجري اختيار الرئيس عن طريق الانتخابات وليس على ظهر دبابة.